توصيات بإدراج مكافحة المحتوى الهابط ضمن المناهج الدراسية في العراق

  • 1/20/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد كتّاب ومختصون في أدب الطفل ومدرسون أن الكتب ذات المحتوى الهادف والمحتوية على رسوم ملونة، من شأنها أن تكون وسيلة فعّالة لإبعاد الأطفال عن الإدمان على الهواتف الذكية والمخدرات والمخاطر المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي. ودعوا وزارة التربية إلى توفير كتب أطفال مخصصة لاحتوائهم وتحذيرهم من الظواهر الاجتماعية الضارة، ما يساعد على تحفيزهم. بغداد - يتسارع البحث عن سبل لحماية الأطفال من التأثيرات السلبية للهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي في العراق، تحت هيمنة التحولات السريعة في عصر التكنولوجيا، ما جعل مختصين يدعون إلى إدراج كتب ملونة ذات محتوى هادف ضمن المناهج الدراسية لتعزيز بيئة تعلم إيجابية، مؤكدين أن هذه الكتب لا تقدم فقط محتوى ملهماً بل ستكون وسيلة فعّالة للابتعاد عن الإدمان على الهواتف والمخاطر المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي وخطورة المخدرات. وأكد رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي أن أطفال العراق يتعرضون لخطر مستمر بسبب الإدمان الإلكتروني. وأضاف الغراوي أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا يقضون في المتوسط 44.5 ساعة أسبوعيًا أمام الشاشات الإلكترونية. وقال إن “كافة الأطفال المدمنين على الألعاب الإلكترونية في العراق يعانون من صعوبة النوم، بسبب هوسهم خلال الليل بهذه الألعاب. ويمكن أن يؤدي الإدمان الإلكتروني إلى زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق، ومشكلات في التركيز وتظهر لديهم سرعة الغضب والسلوك العدواني، ويصبح الطفل أميل إلى العزلة والصمت وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين في الأسرة”. قاسم سعودي: الحصيلة المعرفية للطفل يجب أن تزداد وتنمو قاسم سعودي: الحصيلة المعرفية للطفل يجب أن تزداد وتنمو وقال الكاتب في أدب الطفل قاسم سعودي لوكالة الأنباء العراقية إن “الحصيلة المعرفية للطفل يجب أن تزداد وتنمو سواء في تجديد المناهج الدراسية لتواكب حركة العالم المتسارعة شيئاً فشيئاً، وخصوصاً الثقافي منها والإبداعي، أو في رفد وترسيخ فكرة ‘مكتبة في مدرسة’ ودعمها بالمنتج القصصي والشعري العراقي والعربي والإنساني بشكل عام كخطوة أولى لتعزيز مفهوم القراءة والاكتشاف”. وأضاف سعودي أن “هذه الخطوات ستسهم في تغذية مخيلة الطفل وتشكيل ذائقته الجمالية والإنسانية بشكل مثمر وحيوي، لاسيما في التقليل من الأمراض النفسية التي تهيمن على الطفل، وكذلك الأمراض الاجتماعية كما في الخجل والشعور بالنقص وغيرهما”. وتابع أنه “سبق أن قام بتنفيذ مبادرة ‘تعال نكتب في بغداد’ ومبادرة ‘ماراثون الكتابة’ لتعليم فن القصة القصيرة للطفل في المدارس والجامعات من خلال ورش تفاعلية وميدانية تضمنت ملامسة أهم الخصائص والوسائل الفنية في تعلم فن القصة القصيرة للطفل مع تمارين سردية متنوعة، ما أسهم في تعزيز وتنشيط الذائقة الجمالية والإبداعية للمشاركين وإثراء روح المعاصرة واستلهام رؤى معرفية تعزز مفهوم اللغة العربية بكل متطلباتها الجمالية والمعرفية”. وبين أن “مثل هذه المبادرات والأنشطة التفاعلية قد تقلل من الهيمنة التكنولوجية التي تغزو عقولنا جميعاً، وليس الطفل فقط، لكن الأفضل هو مواكبة تلك الوسائل وتغذيتها بالأنشطة الإبداعية والفنية والتربوية وطرحها لطلاب المراحل الأولى بصورة أفضل، بصورة تواكب مخيلة الطفل وذكائه ومداركه الحسية والشعورية”، مضيفا “اكتشفنا العشرات من المواهب في الرسم والكتابة من خلال مبادرة واحدة؛ تخيل كم سنكتشف من المبدعين لو أننا، وبشكل مستمر، قمنا بحثهم على القراءة والكتابة الإبداعية والرسم”. بدورها قالت رسامة الأطفال تبارك منصور لوكالة الأنباء العراقية “فتحتُ ذهني عندما كُنتُ طفلة، وكانت أسعد لحظات حياتي حينما قرأت مواضيع مجلة ‘المزمار’ و’مجلتي’، كانتا تحتويان على قصص عن مدن في العراق، حيث لا يمكنني قراءتها ضمن المناهج الدراسية، بل كانت ‘المزمار’ و’مجلتي’ هما اللتان منحتا المعلومات الأساسية لي، والمجلات والرسوم كانت مصدر إلهام لأطفال مثلي قبل سنين طويلة، كنتُ أقلب صفحات المجلة وأقلد ما أجده فيها، أقرأ خانة التعارف وأتساءل: متى سيصبحون أصدقائي؟”. الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا يقضون في المتوسط 44.5 ساعة أسبوعيًا أمام الشاشات الإلكترونية وتابعت “مجلات الأطفال كانت خير عون لعوالم متداخلة بالمعلومات والثقافة، كما تساعد على تقوية ذاكرة الطالب وتعزز وصول المعلومات إليه”، مضيفة “كنت أقتبس القصائد الموجودة في المجلات وأقرأها في رفعة العلم يوم الخميس، هذا الشيء كان يضيف روح المنافسة من زملاء آخرين، يبحثون هم أيضاً عن قصائد في مجلات وكتب للأطفال. كما أن فقرة ‘هل تعلم’، التي كانت مليئة بمعلومات غريبة، مازلت أستخدمها في حياتي، وقد منحتني الثقافة والمعرفة”. وتبين منصور أنه في السابق “كانت رحلة الحصول على المعلومة صعبة، اليوم أصبحت متاحة وسهلة، ومع ذلك لا يتم الوصول إليها بنفس الشكل الذي كانت عليه، وكأنك تمسك المعلومة بيدك، فالكتاب بشكله الملموس مع الرسومات يترسخ في الذاكرة ويصبح خلفية لعقل الطفل بشكل لا يقارن مع الهواتف الخالية من الروح”. وقالت “كانت هناك مكتبات في المدارس الابتدائية تحتوي على ‘مجلتي’ و’المزمار’ والعديد من كتب الأطفال التي قامت حقاً بتعزيز أخلاقنا ومبادئنا التي نضجنا معها، فالمدرسة تحتاج إلى اهتمام من الدولة من خلال إضافة مكتبات مجهزة بالكراسي والألوان، مع تعليم الأطفال آداب استخدام المكتبة كالصمت أثناء التواجد فيها، وإعادة الكتب المستعارة والالتزام بالهدوء، وأصبحت هذه الذكريات جزءا أساسيا من مرحلة طفولتنا، وأسهمت في صقلنا حتى بطرق تعاملنا في الحياة”، متسائلة “بماذا سترتبط ذاكرة الأطفال العراقيين اليوم إذ لا وجود لعوالمهم الملونة في المدارس؟”. وتضيف تبارك أن “أدب الأطفال وصناعته يفرضان على الكاتب والرسام الالتزام بمعايير الكتابة الخلاقة، مع اعتماد مفردات ورسومات وأفكار تناسب عقل الطفل من دون إساءة، كما أنهما يكونان حذرين ويتجنبان تلويث أحلامه، إلا أن الهاتف والإنترنت لا يلتزمان بالالتزام نفسه، ويكونان مسؤولية العائلة بشكل رئيسي في كيفية إدخال الإنترنت إلى عالم الطفل ومتابعة نوعية المحتوى الذي يتعرض له”. ولفتت إلى أن “أشكال الألوان والرسوم تفتح عقول الأطفال، ومن خلال معالمهم وخيالهم الواسع تُعتبر الصور والرسوم حافزاً لزيادة رغبتهم في القراءة، ما يسهم في تطوير مهاراتهم اللغوية.

مشاركة :