صنعاء ــ الخليج: عززت قوات الجيش الوطني والمقاومة بدعم من قوات التحالف العربي من تقدمها في كل جبهات القتال المحتدم مع ميليشيات صالح والحوثي الانقلابية لتفرض واقعاً مغايراً على الأرض، قلص من خيارات الانقلابيين الذين باتوا أكثر اضطراراً للاستسلام والتنفيذ غير المشروط للقرار 2216. واعتبر الناشط السياسي الدكتور عبدالرحمن أحمد ناصر الكاف في تصريح لـالخليج، أن الانتصارات المتعاقبة والمتواكبة التي حققتها قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف في جبهات مأرب والجوف وتعز ونهم، ووصولها إلى مشارف منطقة ارحب التي تبعد عن صنعاء 20 كلم، عززت من قوة الورقة التفاوضية للحكومة وحصرت الانقلابيين في خيار واحد فقط يتمثل في التنفيذ غير المشروط للقرار 2216. وأشار إلى أن الحوثيين والرئيس السابق علي صالح لم يعد بإمكانهما التسويف أو المناورة لأن الأوضاع في الميدان لمصلحة الشرعية، وليس أمامهما إلا التسليم وإنهاء الانقلاب والتطبيق الفوري لبنود القرار 2216. من جهته، اعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في إدارة الأزمات الدكتور عبدالعزيز أحمد علي السقاف في تصريح لـالخليج، أن فرص التوصل لاتفاق سياسي ينهي الحرب في اليمن مرهون بمدي تأثير المتغيرات التي فرضتها التحولات الطارئة في مسار العمليات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة على توجهات الانقلابيين، الذين باتوا أقل قدرة على مواصلة اعتماد الخيار العسكري لتحسين وضعهم التفاوضي. وأكد السقاف أن المفاوضات المرتقبة في الكويت يوم 17 ابريل/نيسان الجاري ستمثل فرصة أخيرة لاعتماد خيار التسوية السياسية والتوصل لحل سياسي، كون الأوضاع على الأرض تقترب من تحقيق الحسم العسكري لمصلحة قوات الشرعية، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الانقلابيين قد يرضخون بشكل اضطراري وينصاعون للإرادة الشعبية وينفذون القرار 2216. من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أن نجاح الهدنة التي تم التوافق على بدء سريانها من يوم 10 إبريل/نيسان الجاري سيترتب عليه فشل أو نجاح المفاوضات السياسية المقرر عقدها يوم 17 من الشهر نفسه في الكويت. واعتبرت المصادر أن موافقة الحكومة اليمنية على إبرام هدنة قبيل بدء المفاوضات في الكويت مثل دفعة لجهود ومساعي المبعوث الدولي لليمن، الذي فشل في زيارته الأخيرة إلى صنعاء في إقناع الحوثيين والرئيس السابق بالمشاركة عبر ممثلين في المفاوضات من دون اشتراطات مسبقة. ولفتت إلى الحوثيين وممثلي حزب المؤتمر الذين التقاهم ولد الشيخ خلال زيارته الأخيرة لصنعاء ابدوا تمسكاً بوقف تام لإطلاق النار وبرفع الحصار الجوي والبحري قبل التوجه إلى المحادثات.
مشاركة :