تجوّلنا معكم في الأسبوع الماضي بين أروقة منتدى دبي للصورة في نسخته الثانية والذي أقيم تزامناً مع معرض دبي للصورة في حي التصميم بدبي، وتحدّثنا عن الجلسة الأولى والثانية في المنتدى وعن المواضيع المطروحة والأفكار المتداولة وعن حيوية الأجواء المحيطة المزدحمة بالمشاركين من مصورين ومهتمين والتي دارت فيها نقاشات تنافس نقاشات الجلسات في حرارتها وعدد المتحدّثين الفاعلين فيها. الجلسة الثالثة من المنتدى كانت جلسة مختلفة وخاصة توافقاً مع عنوانها الجدلي العريض المرأة والتصوير. أدارت الجلسة المصورة الوثائقية الأميركية ماجي ستيبر، وتحدّثت فيها المصورة الصحافية المصرية إيمان هلال عن معاناتها من ذكورية المجتمع المهني الذي عملت فيه، حيث كان رؤساؤها في العمل يمنعونها من مهام التصوير بحجة الخوف عليها من المشكلات والأخطار، واكتفوا بتكليفها بالمهام البسيطة والسهلة والتي لا تقدّم لها قيمة مهنية، وكشفت عن التأثير الأساسي لرحلاتها التدريبية في الخارج على أدائها وحرفيتها. المصورة الكويتية سميرة الخليفة كانت مشعل التحدي النسائي، حيث سردت عدداً من المواقف التي واجهتها، والتي وقفت فيها جنباً إلى جنب مع الرجل ونافسته وتفوّقت عليه في بعض الأحيان، وأن المرأة يمكن لها أن تقتحم بعض المجالات وتواجه الأخطار تماماً كالرجل، ومن ذلك تصوير الحياة البرية الذي تمتهنه من دون أية تنازلات أو مضايقات فهي ملتزمة بزيها التقليدي، أما المصور والمقيّم الإماراتي المخضرم جاسم العوضي اعتبر أن فن التصوير لا يخضع لملكية أحد ولا متحدّثين رسميين باسمه، لذا فالمرأة استطاعت أن تفرض نفسها وشخصيتها كمصورة بطريقة مختلفة عن الرجل، معتبراً أن هذا الفن يشمل الجميع ويعطيهم فرصاً متساوية في الإبداع. مداخلتي، شملتُ فيها نقاطاً عدة، منها الاعتراف بواقع التأثير السلبي الكبير لنظرة المجتمع الخليجي للمرأة المصورة، والذي أجبر بعض المصورات على ترك الكاميرا نهائياً، بينما بعضهن قاومن ذلك وكان لديهن العناد والثقة والإصرار للاستمرار والتألق وتحقيق إنجازات مهمة، مستفيدات من دعم القيادة الرشيدة للفنون عموماً. لكن العنصر الأهم الذي ينقصنا فعلاً هو المسارات التعليمية الأكاديمية بجانب التشريعات القانونية لتأسيس قاعدة فوتوغرافية صلبة ومستدامة. فلاش الفنون غذاء روحي وفكري يحتاجه الرجل والمرأة بالتساوي. سحر الزارعي- الأمين العام المساعد للجائزة@SaharAlzarei
مشاركة :