النجاح هو التفكير بإيجابية - نجوى هاشم

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قام مدرب في إحدى الدورات بتوزيع بالونات على كل متدرب وطلب المدرب منهم نفخ البالونات وربطها.. قام كل شخص بنفخ وربط البالونة.. جمع المدرب المتدربين في ساحة دائرية ومحدودة وقال: لديّ مجموعة من الجوائز وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط وبعد دقيقة سيأخذ كل شخص مازال محتفظاً ببالونته جائزة..! بدأ الوقت وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى انتهى الوقت.. نظر المدرب إلى الجميع فلم يجد إلا شخصاً واحداً مازال يحتفظ ببالونته ثم قال: لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر ولو أن كل شخص وقف بدون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز.. ولكن التفكير السلبي طغى على الجميع..!! التجربة السابقة تعكس تفكير الكثير من الناس الذين يعتقدون أنّ نجاحهم يمرّ عبر الآخر.. ومن الصعب أن يتحقق بالجهد.. أو بالقليل من التفكير.. أو بالنظر إلى الأمور بصورة إيجابية.. وأنّ الصورة لا تستوعب سوى ناجح واحد فقط.. وهذا الناجح لابد أن يكون أنا ولا تكون أنت.. أو أنت كما تعتقد وليس أنا.. ولذلك على كل منّا من أجل أن ينجح أن يدمر الآخر.. ويحطمه بالقوة.. أو بالحيلة.. أو بتسريب السلبية عليه.. لأن حلبة المنافسة لا تحتمل سوى واحد كما تعتقد أنت.. أو كما يقرأ المشهد في حلبة المنافسة.. رغم أن الشروط لا تعطي الحق للمهزوم بالخروج من الحلبة.. لأن من سيفوز ليس واحداً.. بل ربما أكثر..! عندما كنا أطفالاً وفي الفصول وحتى الآن مازالت هذه السلوكيات موجودة.. وهي أنّ ضجيج الطلاب والطالبات عندما يسأل المعلم أو المعلمة سؤالاً ويريد إجابته.. ستجد الفوضى دبت داخل الفصل وكلمة "أنا.. أنا".. والمقصود بها من يريد الإجابة على السؤال.. صراخ متصل كل طالب يرغب أن يكون هو من يجيب على السؤال.. ومع تداخل الأصوات تضيع الحقوق في من يستحق أن يجيب.. وربما يكون عادة في الفصل طالب أو إثنان صامتين وهما يعرفان الإجابة الصحيحة ومع ذلك لا يدخلان في صراع الأنا العالية.. والمحصلة يتوتر المعلم ويصرخ مطالباً الطلاب بالجلوس والهدوء عند طلب الإجابة.. وإلا سيعاقب من يقول أنا.. زميلة لي معلمة تقول تعودت أن أحرم كل طالبة من الإجابة تصرخ وتقول أنا.. وهو عقاب قاسٍ لمن يريد أن يكون هو في الصورة وليس غيره.. من هذه الحكاية تبدأ قصة الأنا.. وحب الذات والسلبية في الوصول لما نريده.. من هذه القصة تبدأ حكاية كل شخص لا يبحث سوى عن مصلحته بالصوت العالي.. أو بالتجاوز للآخر أو أخذ حقه.. وهي بداية مثيرة لصناعة طفل لا يملك سوى ماسوف يحققه أو يبحث عنه من خلال القفز على الآخر ومصادرة مالديه.. وقد لا يحصل عليه.. لأن الطريقة التي اتبعها أيضاً خاطئة..! مشكلة السلوك السلبي الذي يدفع إلى تدمير الآخر بحثاً عن الذات هو غياب الوعي الهادئ.. من خلال الإنغماس في اللاوعي كإحساس ناضج في تلك اللحظة التي تغيب فيها الإيجابية الدافعة للنجاح النظيف.. والذي يتسع للآخرين.. ولا يضيق بهم.. كذلك محاولة الوصول من الطريق السهل حتى وإن لم يكن طريقك أو يخصك.. أو مسموحاً لك أن تعبر منه.. دون تفكير هادئ يصل بك إلى ما تريد..! الأرض واسعة وتتسع للجميع هذه هي القاعدة.. وبالإمكان الركض عليها للجميع أيضاً لكن من يحقق الفوز هو من يركض إلى الأمام ولا ينظر إلى الخلف.. ولا يتوقف ليعرقل غيره أو يضع المصاعب في طريقه.. بإمكان الجميع أن يركضوا ويحقق الفوز المجتهد فقط.. والإيجابي في تفكيره.. والذي يخول فكره إلى عمل خالص.. يقول "نهرو" ليس لنا تجاهل الوسائل عند التفكير في الغايات.. وأخيراً يظل الإنسان هو الكائن الوحيد الذي عظمته في تفكيره كما يقول "باسكال".. لأن التفكير وحده هو من يقود إلى النجاح أقصد التفكير الإيجابي..!!

مشاركة :