ألجمت الدهشة لسان امرأة من مينيسوتا بعد تلقيها فاتورة عشاء من صديقتها العروس في يوم زفافها بعد تخلفها عن حضور حفل الزفاف لعذر طارئ..! وكانت جسيكا بيكر من غولدن فالي تستعد لمشاركة صديقتها فرحتها عندما تلقت في آخر لحظة مكالمة من والدتها تفيدها فيها أنها لن تتمكن من رعاية أطفالها في غيابها.. ولم يكن مسموحاً للأطفال حضور الحفل..! وبعد مضي بضعة أسابيع تلقت بيكر فاتورة بمبلغ دولاراً لتغطية نفقات وجبتي عشاء لها ولزوجها.. وتم إرفاق الفاتورة بمذكرة توضيحية جاء فيها " هذه التكلفة عبارة عن المبلغ الذي دفعه العريس والعروس لوجبات المدعوين.."..! وكانت بطاقة الدعوة تضمنت فقرة تطلب فيها من المدعوين التأكيد على موافقتهم على الحضور من عدمه بأي وسيلة من وسائل التواصل المتاحة..! وقالت بيكر إنها لن تسدد قيمة الفاتورة ولكن عليها أن ترسل هدية للعروسين .. وعادة ما يكون أمام الضيوف سنة على الأكثر يتوجب عليهم خلالها إرسال الهدية الخاصة إذا ردوا بأنهم سيحضرون حفل الزفاف.. ولم تشر بيكر في مقابلة تلفزيونية محلية إلى اسم العروس ولا إلى تفاصيل العلاقة التي تربط بينهما.. لكن من المرجح أن أواصرها تقطعت تماماً..! توقفت أمام هذا الخبر الطريف الذي نُشر منذ أيام ربما لارتباطه من زوايا متعددة بنا وبمناسباتنا.. وحفلاتنا.. وطريقة إدارتها.. لكن سوف أبدأ من نهاية الخبر وهو رفض جسيكا التي تحمّلت فاتورة عدم حضورها الفرح أن تتحدث عن اسم صديقتها التي أرسلت لها الفاتورة في الأحاديث التي أدلت بها للقنوات.. وهو ما نسميه نحن الحفاظ على العيش والملح .. أو كان بينهما عيش وملح وصداقة وعشرة .. وبالتالي ورغم أن الخبر يُرجّح نهاية العلاقة إلا أنه لم يؤكدها وهي أيضاً أبقت على شعرة معاوية بها، ولم تنهها.. ذكرت الحادثة ولم تذكر اسم من تسبب بها، وكأنها تمسك بما تبقى.. منها ولا تريدها أن تتمزق تماماً..! بالنسبة لنا لا أعتقد أنّ الأمر سوف يكون كذلك فتخيل لو لم تحضر مناسبة دُعيت إليها وقام بعدها الداعي بإرسال فاتورة بقيمة ريال لك مقابل عشائك الذي لم تتناوله ماذا ستفعل؟ أظن أنّ هذا الشخص سيسارع إلى (تويتر) أقرب وسيلة في يده وسوف ينشر الفاتورة ولا مانع من أن ينشر اسم الشخص وسيتعاقب المتابعون على شتمه وانتقاده والسخرية منه، وسيقطع معه كل وسائل المعرفة والصداقة بحجة أنه شخص مريض وغريب الأطوار.. وبخيل.. وسوف يُعمل له (هاشتاق) للتعليق عليه..! حيثيات الخبر توضح أنّ الناس في ذلك المجتمع تعاملوا مع الأمر بعادية وأنه أمر قد يكون مستغربا ولكنه مبرر.. فالعروس كتبت على بطاقة الدعوة فقرة مهمة.. وهي التأكيد على الحضور من عدمه بأي وسيلة اتصال.. تليفون .. فيس بوك.. تويتر.. واتس أب.. رسالة.. تليغرام.. أو حتى حضور للمنزل أو إبلاغ صديق بعدم الحضور.. ويبدو أن الصديقة كانت تريد الحضور لكن في اللحظات الأخيرة لم تتمكن لعدم وجود من يكون بجانب أطفالها الذين غير مسموح لهم الحضور..! السؤال المهم.. كم عدد المدعوين للمناسبات ولم يحضروا أو يعتذروا؟ في زواج حضرته منذ شهور دعت أم العريس شخص وحجزت شخص أعطت أهل العروس بطاقة ولها وتركت الباب مفتوحاً لمن سيأتي في اللحظات الأخيرة من المعازيم.. بحيث لو اتصلت واحدة وتريد بطاقات يكتب الاسم للمسؤول خارج القاعة لتدخل من ليس لديها بطاقة.. حضرت في الواحدة والقاعة فارغة.. إلا من أعداد لا تزيد على شخصا وعندما سألتها ردت بلا مبالاة.. أنا عزمت والزايد ولا الناقص.. والناس أحرار "اللي يبغى يجي يجي واللي مش جاي..بال..". دفعت ما يزيد على الف ريال ..ل بشر لم يحضروا ولم يعتذروا .. والبوفيه لا أعرف أين ذهب بعد انتهاء الحفلة.. لأن البعض غادر قبل نهايتها.. السؤال من المخطئ من ندعوهم ولا يحضرون ..أم من يقيمون الأفراح ويبذرون.. ولا يتأكدون من الحضور؟ نحتاج أن نقنن حفلاتنا ومناسباتنا.. ونحتاج أن نكتب على البطاقة رقماً خاصاً لتأكيد الحضور أو الاعتذار.. حتى تتمكن الأسر من تقنين ما سوف تقدمه وتتوقف عن الإسراف والهدر الغذائي والمالي.. ولكن هل سيعتني الناس بفقرة نرجو تأكيد الحضور من عدمه؟ أعتقد أننا لو حاولنا لمرة ومرات من الممكن أن نكرس هذا المفهوم.. ونحترمه..! حتى في المناسبات الصغيرة عندما تتفق مجموعة على زيارتك تطرح الأسماء وقد تصل عشرين مثلا، ًوتحضرين الطعام لوفجأة تكتشفين أن الحضور أو .. والبقية لم يعتذروا.. وهي ثقافة رديئة وغير حضارية نعيش داخلها.. توسم بالاستهتار بالآخر وعدم احترامه..لا يستثنى منها أحد نحن وهم وغيرنا.. نتساهل في عزيمة ولا نعتذر عنها.. وبالذات عزائم الأفراح على اعتبار أنه لا أحد سوف يتنبه وهناك آخرون، ولا نفكر في ما دفعه هذا الشخص.. مقابل ذلك سوف يأتيك أحدهم ويقول لك: إنّ من يقيمون أفراحهم يحجزون القاعات قبل شهور وحتى لو اعتذرت قبل شهر أو أسبوع سيكون هو قد دفع المبلغ المطلوب واعتذارك لا قيمة له على الإطلاق.. ومع ذلك ربما يكون اعتذارا معنويا أو تقديريا للشخص وعدم إهماله أو تجاوزه..! في الغرب يرتب العروسان حسب ميزانيتهما وعلى عدد الضيوف المؤكد حضورهم لأنهم يتحركون ضمن حد مالي معين لا فوضى به أو سفه أو تبذير أو ديون وقروض يتحملها العريس، وبعد الزواج يظل يسدد لسنوات.. ولذلك الشخص المعزوم ميزانية محددة.. وعليه أن يحضر بهديته، وإن لم يحضرها معه أمامه سنة لإحضارها..! تخيل لو كل شخص دُعي لمناسبة عرس ولم يحضر أو يعتذر أرسلت له فاتورة عشائه الذي لم يأكله.. كم من الفواتير سوف يسدد؟ ومع ذلك ربما نتغير أو نغير في سلوكياتنا خاصة في هذه الظروف الاقتصادية التي نمر بها وتحتاج منّا إلى عدم الإسراف والترشيد في كل مناحي الحياة..!
مشاركة :