تطوير النفس غاية البأس | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مَن يُتابع تَحرُّكات النَّاس وأفعَالهم، يَجد أنَّ أَكثَر طَاقَاتهم مُهدرَة؛ في تَتبُّع آرَاء النَّاس فِيهم، لدَرجة انشغَلُوا مَعها عَن تَطوير أدوَاتهم. مَثلًا: بَعض الكُتّاب يَكتب مَقاله في خَمس دَقَائِق، ثُمَّ يُنفق السَّاعَات في استجدَاء النَّاس، طَالبًا رَأيهم فِيمَا كَتَب..! إنَّ الإنسَان العَاقِل يَجب أنْ يَشتغل عَلى ذَاتهِ، ويُطوّر أدوَاتهِ، ويُنفق كُلّ أوقَاتهِ في تَوسيع مَدَاركه، وتَكبير مَخارج فِكره ومَداخله، لأنَّ هَذا هو السَّبيل الوَحيد للنَّجَاح، وحَصْد التَّفوُّق وتَحقيق المَجد، أمَّا مَا يَقوله النَّاس هُنَا وهُنَاك، فهي سُحب رُكَامية قَد تُفيد وتُمْطر، وقَد تُعيق وتُهْدر. يَقول شَيخنا «الغَزَالي» في وَاحدةٍ مِن لَفتَاته: (إنَّ الرَّجُل القَوي، يَجب أَنْ يَدع أَمْر النَّاس جَانبًا، وأنْ يَندَفع بقوَاه الخَاصَّة؛ شَاقًّا طَريقه إلَى غَايَاته، وَاضِعًا في حِسَابه أنَّ النَّاس عَليه لَا لَه، وأنَّهم أَعبَاء لَا أعوَان، وإذَا نَاله جَرح أَو مَسّه إعيَاء؛ فليَكتم أَلمه عَنهم، ولا يَنتظر خَيرًا مِن بَثّهم أحزَانه)..! إنَّ الرَّجُل القَوي يَجتهد في تَقويم نَفسه، ثُمَّ يُلقي بهَا بَين النَّاس، مُستَمِعًا إلَى آرَائهم، بحَيثُ يَستفيد مِن الجيّد مِنها، ويَتجَاهل السيّئ مِنهَا، وإذَا لَم يَفعل ذَلك، سيُصبح كالنِّساء اللَّواتي يُضيّعن أعمَارهنّ في مُتَابعة غَيرهنّ، مِثل: فُلانة لمَاذا طُلِّقت؟ وعِلاّنة لِمَاذا تَزوَّجت؟ ومِن أَين تَشتري الثَّالثة مَلابسها؟ وأين تَسكُن الرَّابعة..؟! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّأكيد عَلى أنَّه مَن يُريد النَّجَاح، فعَليهِ أَنْ يَسلك الطَّريق المُؤدِّية إليهِ، ولَا يَنشغل بهَذا الكَلَام أَو ذَاك، لأنَّ آرَاء النَّاس انطبَاعيّة عَابِرَة، لَا تَقوم عَلى أَسَاسٍ عِلْمِي..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :