الوثائق التاريخية ثروة قومية للبحرين وشاهد على ذاكرة التاريخ

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة على أهمية الوثائق التاريخية في حفظ تراث الأمة وهويتها، والقيم الإنسانية والاجتماعية التي تحملها والتي تساعد في تحصين وبناء مستقبل الأجيال، مشيدا بدور مركز الوثائق التاريخية في مرجعيته في مهمة توثيق وتأريخ مسيرة مملكة البحرين وعلاقاتها بدول الخليج العربي، ومواجهة موجة التحريف والتزييف. وقال في تصريح خاص لـالأيام إن الوثائق التاريخية ثروة قومية للبحرين ويجب الحفاظ عليها لتظل حاضرة في ذاكرة التاريخ وشاهدة عيان على عدة حقب زمنية مرت بها البحرين ومجتمعها ودول المنطقة. وكشف عن ان مركز الوثائق التاريخية بدأ مشروع إعداد وتهيئة جيل جديد من المؤرخين البحرينيين الذين لديهم رغبة سواء كانوا متخصصين في التاريخ او غير ذلك، حيث سنقوم بعمل دورات تدريبية علمية في التاريخ والمخطوطات وفي غيرها من هذه الامور لكي نجعلهم مؤهلين ليس فقط للبحث ولكن لقراءة التاريخ بعناية وفهم. جاء ذلك على هامش افتتاح معرض (صور ومعاني. وثائق وقيم) الذي يقيمه مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى الثقافي في الفترة من 4 إلى 6 الشهر الجاري، بالتزامن مع يوم المخطوط العربي تحت شعار (قيم الثقافة. وثقافة القيم) حيث يتضمن مجموعة نادرة من الوثائق والمخطوطات والصور التاريخية التي تحمل قيما ومعاني ترسخ أصالة المجتمع البحريني وتاريخه الاجتماعي على مستوى دول الخليج العربي، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من المقتنيات القديمة. واشار الشيخ خالد بن خليفة الى ان هناك عددا كبيرا من الوثائق التي يضمها مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى منها 260 وثيقة تاريخية باللغة الانجليزية وتضم كل وثيقة من هذه الوثائق 400 تقرير آلي جانب الوثائق البرتغالية والعربية والخليجية والتركية وهي تعكس مرحلة معينة، ومعربا عن أمله ان يأخذ مركز الوثائق التاريخية مكانته ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على المستويين العربي والدولي. كما شدد على ان مؤسسات وافراد من خارج البحرين تقوم بفبركة وتزييف الوثائق والمخطوطات فيها لكن في نهاية الامر فالوثيقة الرسمية هي التي يمتلكها مركز الوثائق التاريخية وبذلك نحافظ على تاريخنا وتراثنا، حتى لا يتم خلط بين الأصلي والمفبرك. وتابع: الداعي لتنظيم هذا المعرض هو المشاركة العربية في الحفاظ على المخطوطات حيث يحتفل العالم العربي كل عام في يوم الرابع من ابريل بيوم المخطوط العربي، ومركز الوثائق التاريخية مهتم بهذا الرابط وبمشاركة الاخوة في الدول العربية من خلال جامعة الدول العربية، ولأول مرة يقوم مركز عيسى بتنظيم هذا المعرض من باب مشاركة الدول العربية الاخرى في هذه اليوم، وايضا انطلاقا من الاهتمام المخطوط العربي والوثائق العربية التي يحتفظ بها مركز الوثائق التاريخية، وكذلك هذه المخطوطات الكثير منها يدل على عمق العلاقات البحرينية الخليجية وخاصة انها تعكس العلاقات الوثيقة والتعاون القائم بين الجانبين منذ حقب زمنية طويلة، وهذا له الكثير من الدلالات يؤكد ان التعاون بين البحرين ودول الخليج بين رموزه السياسية موجودة الى يومنا هذا وشبه مستمر. وحول كيفية الحفاظ على الوثائق التاريخية والتراث البحريني خاصة ان مركز عيسى يضطلع بهذا الدور أشار خليفة الى ان هناك عددا من المراحل التي يمر بها المخطوط في مركز عيسى الثقافي منها اولا هو جمع اي وثيقة او مخطوطة بحرينية ذات اهمية ولدينا في مركز الوثائق التاريخية يغطي كل وثائق تاريخ البحريني سواء الانجليزية او التركية البرتغالية او العربية في كافة العصور التي مرت بها البحرين، وثانيا: تأتي مرحلة الحفاظ على مرحلة فهرسة هذه الوثائق ثم مرحلة ترميمها وكثير من هذه الوثائق في حاجة الى ترميم ولدينا بالمركز وحدة ترميم المخطوطات مطورة نتيجة عوامل الزمن فمنها تالف، ثم تأتي مرحلة فهرستها وتصنيفها للباحثين. من جانبه صرح الشيخ راشد بن عيسى آل خليفة مدير مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى الثقافي بأن المعرض يوثق تسلسل عهود حكام البحرين، تعزز العلاقات الأخوية التاريخية مع حكام دول الخليج العربي، مؤكدا أن المعرض يشهد تفاعلا واسعا من قبل الجمهور، وانه سيستقبل الزيارات خلال الفترة الصباحية من 4 إلى 6 أبريل2016. مؤتمر للتاريخ والآثار 27 أبريل الجاري بالبحرين ومن جهتها أشارت استاذة التاريخ الحديث بجامعة البحرين نائب رئيس جمعية التاريخ والاثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية د. شرف المهزع الى ان الجمعية التاريخية تنظم مؤتمرا سنوي يعقد بالتناوب في كل دول خليجية من الدول الست ويهتم بشكل أساسي بتاريخ دول مجلس التعاون، وهذا العام سيعقد المؤتمر السنوي في البحرين في 27 أبريل الجاري بفندق ريجنسي، وكل الاوراق المطروحة في المؤتمر لها علاقة بالتاريخ والاثار في دول مجلس التعاون. واكدت ان تنظيم مثل هذه المعارض ضرورة حتمية يفرضها عالمنا لإبراز تاريخينا وتسليط الضوء على صور ومخطوطات ومقتنيات حقب زمنية مختلفة، وكلما كانت المعروضات قديمة لتثبت هوية المنطقة خاصة ما نعيشه من العولمة واختلاط الافكار، وهذه الصور تعطينا القيمة الأساسية لهذه الارض وحول كيفية الحفاظ على تاريخ البحرين من العبث والتزييف شددت المهزع على ضرورة الحفاظ على هويتنا ومواريثنا، كما من الصعب تغيير أو تزييف التاريخ، فقد تكون هناك كتابات او تحليلات للتاريخ برؤى مختلفة ولكن لا يمكن تزوير التاريخ وهذه من اكثر الاشياء المهمة فيها لان التاريخ شيء حاضر. مقتنيات ومخطوطات ومن جانبه استعرض الباحث عبدالله يوسف السهلي -ويعمل في مجال التاريخ البحريني منذ 15عاما عددا من مقتنياته والمخطوطات القديمة والأثرية النادرة التي يحتفظ بها وقال: انه يتخصص في الوثائق السرية مثل المخاطبات والمكاتبات بين بعض الملوك والرؤساء في المنطقة العربية التي كان يتبادلونها مثل الرئيس جمال عبدالناصر، وملك العراق الاسبق فيصل، ومراسلات بين رؤساء اليمن الشمالي والجنوبي قبل عام 1992-قبل الوحدة -، ومكاتبات بين الرئيس جمال عبدالناصر والسفير المصري في صنعاء آنذاك ويقول انه حصل عليها من مصادر خاصة وكلها سرية ومختومة وموقعة بتوقيع جمال عبدالناصر وذلك في الستينات والخطابات على فترات، وايضا لدي مكاتبات للملك العراقي الاسبق فيصل عام 1938حول استفساره عن بعض الامور في منطقة الاحواز حيث كانت ايران تمنع تداول اللغة العربية بين اهل الاحواز. وتابع: هناك عملات قديمة تحمل صورة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما كان وليا للعهد عام 1983، وجواز سفر قديم لجزيرة البحرين وتوابعها في زمن الأربعينيات، حفريات، وطوابع بريد قديمة، وآلات طبيب اسنان يعود تاريخها الى عام 1890م، وعملات بلاد الرافدين، وغيرها. المصدر: أشرف السعيد

مشاركة :