القمة العالمية لسلامة الطيران تناقش تحديات قطاع النقل الجوي

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت هيئة دبي للطيران المدني فعاليات الدورة الرابعة للقمة العالمية لسلامة الطيران، التي اقيمت يومي 25 و26 الشهر الماضي في فندق انتركونتيننتال فستيفال سيتي في دبي، وذلك استجابة للتحديات المستمرة التي تواجه قطاع الطيران المدني. واستقطبت الفعالية التي نظمتها مجموعة «ستريم لاين للتسويق» نخبةً من الأطراف الرئيسية ذات الصلة على المستويين الإقليمي والدولي من الهيئات التنظيمية وشركات الطيران وشركات تشغيل المطارات وشركات تصنيع الطائرات والجمعيات والمنظمات الرائدة في مجال أنظمة السلامة وشركات توفير خدمات مراقبة الحركة الجوية، وذلك بهدف تسليط الضوء على الاستراتيجيات الرئيسية المعتمدة في مجال ثقافة السلامة في المستقبل. وتطرقت القمة إلى الآليات التي يعتمدها قطاع الطيران بهدف توحيد معايير السلامة وتطبيق أفضل الممارسات في مختلف أنحاء العالم لا سيما في ضوء تأثير النمو المتسارع لشركات الطيران في الأسواق الناشئة، إضافة إلى النهج الذي ينبغي على المطارات اعتماده لتحسين ممارسات السلامة والارتقاء بها في ظل المستويات المتزايدة لحركة الطائرات الجوية وافتتاح مسارات سفر جديدة. كما نظرت جلسات عمل القمة في الآلية التي تعتمدها شركات الطيران والمطارات لقياس أدائها الخاص، وتنفيذ التدابير التنبؤية الفاعلة وإجراءات التحقق من الضغط للحيلولة دون وقوع الحوادث. وشهد عام 2015 وقوع سلسلة من الحوادث الخطيرة من بينها تحطم الطائرة الألمانية «جيرمان وينغز» في فرنسا، وحادثة تحطم الطائرة الروسية «ميتروجيت». وارتبطت كل الحوادث المميتة الأخرى التي تعرضت لها رحلات الطيران التجارية بطائرات كبيرة، وما زلنا نسمع عن وقوع مثل هذه الحوادث الخطيرة على رغم الانخفاض الكبير في أعدادها بالمقارنة بالسنوات الماضية. ومن بين تلك الحالات حوادث الاصطدام الجوي فوق منطقة غرب أفريقيا بين إحدى طائرات رجال الأعمال وطائرة «بي 737». وفيما تحطمت طائرة رجال الأعمال في البحر، نجحت طائرة «بي 737» في الهبوط بسلام من دون تسجيل أي حالات وفاة. وعلى رغم ندرة وقوع مثل هذه الحوادث الخطيرة، إلا أن العواقب المحتملة لوقوعها كارثية. ويستمر وقوع حوادث الرحلات السياحية والتوغلات على مدارج المطارات، بالتوازي مع الحوادث التي تتعرض لها الطائرات التي تنطلق من مدارج مغلقة أو حتى طرق تدريج الطائرات. وتبدو المؤشرات واضحة إلى ازدياد نسبة وقوع الإصابات الخطيرة للركاب وطاقم الطائرة نتيجة الاضطرابات. وتؤكد حادثة المناولة الأرضية التي وقعت مؤخراً في الهند على أن سلامة الطيران مسألة لا يقتصر ارتباطها بمرحلة الطيران. وستعمل القمة على تحليل الأسلوب الذي يتعين على كل الأطراف اعتماده حرصاً على مواصلة التشغيل الآمن. وتمثل الطائرات من دون طيار أو غير المأهولة والعمليات غير القانونية لليزر خطراً راهناً ومتزايداً في قطاع النقل الجوي، وبخاصة في المواقع التي يعمل فيها القطاع على مقربة من المدن الكبيرة المأهولة بالسكان. وسيناقش الخبراء المجتمعون في القمة النظم والبرامج التعليمية الضرورية لضمان السلامة. وتطرقت بعض من جلسات عمل القمة إلى إنشاء ثقافة عادلة، وإستراتيجيات إدارة فاعلة للطاقم بهدف تطبيق عمليات السلامة، وإدارة الأخطار والسلامة التنبؤية بما يكفل سلامة الشحن الجوي فضلاً عن تتبع رحلات الطيران وسلامتها. وبهذه المناسبة، قال محمد عبدالله أهلي، مدير عام «هيئة دبي للطيران المدني»: «تلتزم «هيئة دبي للطيران المدني» دعم عملية التطوير المستمر للسلامة في قطاع الطيران حول العالم. ونؤمن بأهمية الدور الذي سيلعبه خبراء السلامة العالميون المجتمعون في القمة، والفرق الحقيقي الذي سيحدثونه في القطاع». وأضاف: «تساهم الفعالية في تعزيز مستويات الأداء والاحتفاء بأفضل الممارسات، ما يجعلنا أكثر حرصاً على دعم فعاليات القمة. ونتطلع قدماً لدعم مسيرة التعليم والابتكارات التي ستتمخض عنها القمة، وتسليط الضوء على التزام دبي ضمان مستقبل آمن للسفر الجوي». وقال نك ويب، المدير الشريك في مجموعة «ستريم لاين للتسويق» المنظمة للقمة: «تعتبر «القمة العالمية لسلامة الطيران» المنصة الأمثل لاجتماع قادة الفكر من قطاع سلامة الطيران، حيث سيناقشون تدابير السلامة والعمليات الضرورية لإدارة التهديدات والأخطار والعوائق التي تفرض تحدياتها على متخصصي سلامة الطيران حول العالم». وأشار ويب إلى أنه من المتوقع أن تتضاعف معدلات الحركة الجوية خلال السنوات الـ 15 المقبلة، وبالتالي فإن القمة ستمنح قادة القطاع فرصة متميزة لمناقشة الحلول الكفيلة بتلبية متطلبات هذا القطاع المزدهر، معرباً عن تطلعه للترحيب بخبراء سلامة الطيران العالمي الدوليين في دبي خلال فعاليات القمة. وتشير تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي «الأياتا» إلى انخفاض عدد الحوادث الجوية والوفيات الناجمة عنها في عام 2015 بالمقارنة بالعام السابق، لتكون أقل بكثير من المعدل المتوسط لمدة خمس سنوات. وصرح الاتحاد أن المعدل العالمي لحوادث الطائرات في عام 2015 بلغ 0.32 بالقياس إلى خسائر الهياكل لكل 1 مليون رحلة طيران، بالمقارنة بـ 0.27 في عام 2014 و0.46 في السنوات الخمس السابقة. وفي أحدث تقاريره، قال توني تايلر، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن 2015 كان عاماً آخر من التناقضات في ما يخص أداء سلامة الطيران. ومن حيث الحوادث المميتة، فقد كان 2015 عاماً آمناً للغاية فيما تبيّن بيانات التوجه لنا أن رحلات الطيران الجوي أصبحت أكثر أماناً من ذي قبل. وصرح تايلر: «شعرنا جميعاً بالصدمة والهلع نتيجة حادثتين مفتعلتين هما تحطم طائرة «جيرمان وينغز 9525» و»ميتروجيت 9268»، وفيما يصعب علينا إيجاد حلول سهلة لمسائل الصحة العقلية والأمان التي تعرضنا لها نتيجة هذه المآسي، إلا أن العمل متواصل في قطاع الطيران للحد من أخطار وقوع مثل هذه الحوادث مرة أخرى».

مشاركة :