لا شك أن المملكة تمر بمرحلة انتخابات مهمة على الصعيد السياسي والاجتماعي المحلي والوطني، والعالم أجمع يرقب هذه التجربة الانتخابية التي تشارك فيها المرأة السعودية لأول مرة ناخبة ومرشحة، وكنت حتى مساء الأحد متحمسة ومتحفزة ومحفزة للنساء ولكل من حولي، للتسجيل في قيد الناخبين. لم يحبطني جهل الكثيرات بكل تفاصيل الانتخابات، وأتطلع بأمل بأن تحدث المعجزة وتخرج النساء الى الانتخابات بصورة حضارية تستحقها المرأة السعودية، مع معرفتي بالعراقيل التي يمكن أن تعيق النساء وتعطل أصواتهن، خصوصاً في ظل انعدام الوعي وبداية العام الدراسي وانشغال الأسر بتوفير طلبات الأبناء خلال الأسبوع الأول الذي بدأ فيه قيد الناخبين، وعدم وضوح الدوائر الانتخابية حتى من خلال الخرائط التفاعلية ومع هذا كنت أساهم في نشرها. حتى مساء الأحد الماضي كنت متشبثة بقليل من الأمل في حيوية ومرونة القائمات على المركز الانتخابي، بعد يوم انقضى في البحث عنه، فلا لوحات إرشادية على الطرق المؤدية الى المدرسة التي تتوسط أحد الأحياء على طريق الملك، توقعت وجود لوحات كبيرة تحيط بها تقول « للأعمى « هنا المركز الانتخابي للسيدات، شككت في نفسي، وأني ربما مخطئة، فطلبت من السائق الدوران حول المدرسة القابعة في الظلمات، لكني اكتشفت أنها ظلمات بعضها فوق بعض. ورقة ملصقة على باب المدرسة لا تكاد ترى في تلك الظلمات، 8,30 مساء تقريبا ، والصمت الرهيب سلطان على المكان، لكن الحماس دفعني ومن معي للهبوط من السيارة، رغم أنه لا شيء يوحي بأن ثمة أحداً في الداخل، دفعت الباب كانت الساحة مضاءة بشكل قوي ربما لنرى فتحة المجاري المغطاة ببلاطة مكسورة، شعرت بالفرح وسعادة غامرة عندما رأيت ملصق الانتخابات البلدية على قاعة قيد الناخبات، أخيراً سيصبح لي « صوت «، وأنا أحمل وثائقي واثقة الخطوة أمشي مرحاً، رغم الصمت الساكن في المكان، والمسؤولات عن اللجنة ربما فوجئن بنا، فلم يأت اليهن أحد خلال اليومين كما اتضح من قولهن: ( أنت شايفة الحال ) عندما سألتهن عن الأعداد التي سجلت، بينما الحي مكتظ بالسكان. عوائق وضعت للنساء لتعطيل أصواتهن، كما حدث معنا ذهبنا وعدنا بدون قيد، مثل إثبات مكان السكن، بينما تمثل الهوية الوطنية أفضل إثبات، وهي كافية للقيد في سجل الناخبين، يمكن وضع بعض الاشتراطات للمرشحين والمرشحات، لكن من المهم التيسير على الناخب خصوصاً النساء وهن يدخلن هذا المعترك الانتخابي لأول مرة، لكن مسؤولات اللجنة أصررن على ختم العمدة، تحاورت معهن كيف للعمدة أن يعلم من يسكن بيتي، هل العمدة يعلم أكثر مني، وأنا لا أعرف من هو العمدة ولا أين مكانه، وهل سأمضى يوماً آخر في البحث عن العمدة، ماهي المعايير التي يستند عليها العمدة ليثبت صدق وثائقي؟! طلبن بطاقة العائلة، وهذا يضعف الهوية الوطنية التي تمثل إثباتاً شخصيا يمكنه تقديم المعلومات الشخصية للجهات الرسمية مثل لجنة الانتخابات البلدية، بالتعاون مع وزارة الداخلية الجهة التي أصدرت هذه البطاقة استناداً على معلومات الاصدار، لكن لا أحد يريد أن يوجع رأسه!! لجنة الانتخابات وما تفرع عنها من لجان مهمتها التشبيك مع الجهات الأخرى لإنجاح هذا العرس الانتخابي إذا تمت الخطوبة وعقد القران على خير دون معوقات وعراقيل كالتي حدثت معنا ومع أخريات في مكة والمدينة والمنطقة الشرقية ونشرتها الصحف بالتفصيل، بالاضافة الى حصر جهدهم الدعائي والإعلاني في قنوات التواصل وترك قنوات التلفزيون الوسيلة الأسرع والأنجع في الوصول الى الجميع. nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :