مع أني غير متفائلة بنجاح المرأة في الانتخابات البلدية القادمة، ليس لأنها ليست قادرة على تحقيق ذلك، أو أنها لا تملك إمكانيات النجاح، للأسباب التي ساقها أحد الكتّاب، بأسلوب أقل ما يقال عنه أنه « غير لائق «، لا بالنساء السعوديات، ولا بالكتابة الصحفية، التي تمثل منارة الوعي في المجتمعات المتحضرة، ولا تستوعب اللغة السوقية. وصم كل النساء السعوديات - بلا استثناء - بأنهن ( معاقات ) يدل على إعاقة الكاتب اللغوية، التي أعاقته عن اختيار أسلوب يعرض به فكرته، إن أرادها تحدي المجتمع، لاستفزاز نخوته، أو أنها فكرة حية في وعي الكاتب، تكونت من معايشة واقعية لنماذج نسائية من محيطه الأسرى والاجتماعي، فأطلقها على كل السعوديات دون استثناء. لأنه لا يمكن لمثقف تنويري تقدمي يمتلك قوة الحجة والقدرة على البيان استخدام هذا الأسلوب التعميمي الا إذا كان محاطاً بالمعاقات، أي أن هذا النموذج فقط وقع تحت مجال خبرته فظن أن كل النساء مثلهن. استخدام هذا الوصف المسيء للمرأة السعودية بعد أن وصلت الى ما وصلت اليه وفي هذه المرحلة التي تحتاج فيها الى الدعم من كافة أفراد المجتمع للنجاح في كفاحها للوصول الى مقاعد المجالس البلدية، وسط هذا الزخم التحريضي ضدها من بعض من يظن أنه استعاد سطوته من المحتسبين ، يدل على إعاقة فكرية. أسباب عدم تفاؤلي لا يتعلق بقدرات المرأة فهي قادرة على النجاح إذا هيئت لها الظروف المناسبة، كما حدث في دول العالم المتحضر، والتي سبقتنا في هذا المجال بعقود، لأنهم استطاعوا أن يضمنوا نجاح المرأة عن طريق نظام الحصص ( الكوتا ) الذي يتيح للأقليات الحصول على مقاعد في البرلمانات، والمرأة بشكل خاص في بدايات التجربة أو بشكل دائم عن طريق نظام الحصص ( الكوتا ) والنظام المفتوح بحيث يحق لها المنافسة على مقاعد الكوتا مع المرشحات، أو خارج نظام الكوتا كما هو معمول به في الأردن بلد العشائر والقبائل والمجتمع المحافظ القريب من مجتمعنا. اللجنة العامة للانتخابات لم تستغل فترة التمديد لنشر الوعي الانتخابي بين المواطنين خصوصاً النساء اللاتي يدخلن هذه التجربة لأول مرة ومنهن من لم تسمع شيئا عن الانتخابات رغم انها تجرى علناً في العالم من حولنا وتنقلها القنوات الاخبارية بشكل مكثف الا أنها لا تدخل في دائرة اهتمام الكثيرين والكثيرات لذلك تفقد الأهمية والمتابعة وبالتالي يفتقد أولئك أدنى المعلومات عن المناخ الانتخابي وماهي الاجراءات والواجبات والحقوق للناخب والمنتخب على حد سواء ناهيك عن المجالس البلدية التي لا يعرف عنها شئ لأنها خلال دورتيها لم تقدم ما يشعر المواطنين بأهميتها، ولأن أعضاءها كالطيف الذي مر في لحظة لاوعي فلا يوجد ما يؤكد حضوره، لذلك أتمنى أن تقر لجنة الانتخابات نظام الكوتا، وأن تسمح بنشر صور المرشحين والمرشحات لمن ترغب، وأن تكون مراكز الاقتراع موحدة بضوابط ومن يخل أو تخل بالضوابط يمنع صوته أو صوتها أو يسقط حقه في الترشح. هذه الانتخابات عامة ولن تنجح النساء بأصوات النساء فقط لذلك تهيأت لجنة الانتخابات بقائمة تزكية للتعيين في حالة فشل المرشحات في الحصول على مقاعد عن طريق الانتخابات وذلك عائق آخر لتثبيط همة من تريد ترشيح نفسها لأنها تراهن على الفرس الخسران، ولا تراهن على شنب كائن من كان! nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :