محسن أبو رمضان يكتب: استئصال غزة

  • 3/25/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما يقوم به جيش الاحتلال في غزة يتجاوز الأهداف التي حددتها حكومة الاحتلال الفاشية بحق غزة . حددت حكومة الاحتلال ثلاثة أهداف للعدوان الذي دخل شهره السادس . تتجسد الأهداف في القضاء على المقاومة واستعادة الرهائن وجعل قطاع غزة مكانا لا يهدد دولة الاحتلال. فشلت دولة الاحتلال في تحقيق الأهداف المعلنة ولكنها كانت تخفي أهدافًا قامت بإعادة تفعيلها في غزة . ما يحدث من ممارسات عملية على الأرض يتجاوز الأهداف المعلنة بكثير. ما يحدث من انتهاكات وفظائع قد تصل إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، كما وصفته العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، وتصل لمرحلة الإبادة الجماعية كما حددتها دولة جنوب أفريقيا في سياق القضية التي رفعتها ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية. تتخفى دولة الاحتلال بالأهداف المرفوعة، ولكن من الواضح أنها تريد استكمال مشروعها الاقتلاعي والاستعماري الذي توج بعملية التطهير العرقي الواسعة التي نفذتها بحق شعبنا عام 1948. جيش الاحتلال المنظم يستكمل في غزة مجازر دير ياسين وكفر قاسم وقبية والطنطورة وغيرها. ما قام به جيش الاحتلال مؤخرا في مجزرة  مستشفي الشفاء من إعدامات ميدانية واغتصاب للنساء والاعتقال والتنكيل وامتهان كرامة المواطنين عبر إجبارهم على خلع ملابسهم، وتحويله إلى مقبرة جماعية، يذكر بما قامت به العصابات الصهيونية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، مثل الهاجناة وشتيرن والأرجون والبلماخ، وربما أكثر فظاعة ووحشية  . يمارس جيش الاحتلال ذات العمل العصابي للمنظمات الصهيونية، ولكن بشكل ممنهج هذه المرة، أي في إطار إرهاب الدولة المنظم . قاست حكومة الاحتلال ردود الأفعال على جرائمها، من شطب عائلات كاملة من السجل المدني وقصف مربعات سكنية كاملة، ولم تجد سوى الحماية الأميركية والتقاعس، إن لم نقل التواطؤ الدولي، رغم تصاعد الأصوات التي أصبحت تطالب دولة الاحتلال بإدخال المساعدات ووقف حرب التجويع وعدم اقتحام رفح إلا بخطة، وذلك في إطار إنقاذ إسرائيل من العزلة كما صرح وزير الخارجية الأميركي بلينكن . ما يمارسه جيش الاحتلال من فظائع على مرأى ومسمع من البشرية يشكل جريمة لا تغتفر، ويشكل تقويضا ونكوصا عن كل المنظومة الدولية، وخاصة منظومة حقوق الإنسان، ضربا للضمير الإنساني. لقد برز بصورة واضحة أن دولة الاحتلال هي جزء عضوي من منظومة استعمارية عالمية، لذلك هي مستمرة في عدوانها وجرائمها في ظل إدراكها أن الاستنكارات والتنبيهات والنصائح العالمية تهدف لتضليل الرأي العام، ولمساعدة دولة الاحتلال على الاستمرار في تنفيذ مخططاتها العدوانية . إن عبارات مثل تقليص نسبة استهداف المدنيين، ووجود خطة قبل اقتحام رفح تشكل غطاء وتسويغا للاحتلال وحماية له، ولكنها لا تهدف إلى وقف شلال الدم المتدفق منذ ستة أشهر بحق شعبنا بالقطاع. ما يحدث من فظائع في غزة يهدف إلى استئصالها من التاريخ والجغرافيا، وذلك عبر تنفيذ عمليات التهجير، سواء الطوعي أو القسري من أجل استكمال ذلك بالضفة، في سياق تنفيذ خطة حسم الصراع. إن إعادة إنتاج منظومة الاستعمار الاستيطاني في قطاع غزة ترتبط بالأيدولوجيا الصهيونية القائمة على اقتلاع السكان الأصليين وإحلال المستوطنين الجدد على انقاضهم. تهدف ممارسات الاحتلال للسيطرة على الأرض والثروات، وخاصة غاز البحر وجعل قطاع غزة مكان غير ملائم للعيش عبر التدمير الشامل للبنية التحتية والمستشفيات، والمنازل وجميع مقومات الحياة. ما نشهده اليوم في غزة يهدف إلى استئصال سكانها وإخراجهم خارج المكان والزمان لتنفيذ الأحلام التوراتية والاستعمارية، بما يرمي إلي شطب شعبنا حتى وجوديا لاستكمال تنفيذ مشروع الاستعمار والاستيطان الصهيوني.

مشاركة :