* كان عليَّ أن أؤثث داخلي وأضع شيئًا من الترتيب لكي أتناول (الحمبزانة)، وهو اسم الناقة التي ذهبت ضحية لخطأ طبي، وتم تعويض مالكها خمسة ملايين درهم، دفعها وضاح الذي هو ناصر القصبي وهو (يضحك) كتسوية لخطأ فادح ارتكبه في حق (الحمبزانة)، وأعرف جيدًا أنكم تعلمون أنني أتحدث هنا عن مسلسل (أبوالملايين)، والذي قال عنه ناصر القصبي: إنه استغرق عامين لكتابة النص، وهو زمن ليس بالقصير، هذا المسلسل الذي كتبه زميلي الأستاذ خلف الحربي، ويقوم ببطولته كل من الفنان الكويتي الكبير عبدالحسين عبدالرضا والفنان ناصر القصبي، والحقيقة أنني مازلت حتى اللحظة ضايع (وماني عارف راسي من رجولي)، لكني أراهن على خمسي بأن النص الذي يكتبه خلف، هذا الكاتب المتألق، لن ينتهي بالحمبزانة فقط، كما أنه يستحيل أن يكون حكاية مملوءة بالعبث أبدًا، لأنني أعرف أن خلف يستحيل أن يُغامر باسمه هكذا؛ في عمل يخدم فكرة ساذجة أبدًا أبدًا، لكن خوفي وقلقي هو أن تنتهي كل حلقات المسلسل هكذا كما بدأت، ملايين تذهب في الريح، ويقتل خلف كل الذين أحبّوه كاتبًا، وهو خوف يُبرِّره حبي الكبير له، ذلك لأن الحكاية التي أرى؛ هو أن المسلسل ما يزال يدور حول تبني تجارة النوق، والاستعراض بالأجساد، واللعب على عقلية المشاهد الذي أعتقد أنه أصبح أكثر نبوغًا ونضجًا، بمعنى أنه يرفض أن يكون الضحية في كل المواقع أيًا كانت، سواء كان قارئًا أو مشاهدًا أو.. أو... إلخ ..، وبقدر حبي وتقديري لخلف ونجومية الفنانين؛ أزف لهم أن الفائدة الأولى والمكسب العظيم الذي قدمه لي المسلسل -حتى اللحظة- هي مفردة (الحمبزانة)، هذه المفردة التي أظنها سوف تصبح المفردة الأكثر رواجًا في الأيام القادمة، لاسيما وأن تجارة المزايين الساذجة هي الفكرة المسيطرة على الوضع العام، وعالم الإبل هو عالم له عشّاقه وأثرياؤه، وهي حكاية أظنها أصبحت تستهوي الكثير من الأثرياء!! ويا حظ اللي عنده (حمبزانة)..!!! * وبقدر حزني على (الحمبزانة)، حزني الأكبر هو أن يكون الخطأ الطبي لناقة مكلف؛ لدرجة أنه وصل لخمسة ملايين درهم، بينما التعويض لخطأ طبي يُرتكب ضد إنسان بريء لا يُساوي شيئًا، وتكون التسوية لأي قضية بطريقة ما تزال حتى اللحظة غير مقنعة!! وهي قضية أكبر من أن تبقى هكذا، وتبقى إجراءاتها مُعلَّقة بين الرجاء واليأس على أي حال ما علينا، وليعذرني زميلي خلف إن كنتُ تعجّلتُ في تناول المسلسل؛ الذي ما يزال في بداياته، والزمن ما يزال مبكرًا، والحكم على أي عمل في بداياته هو خطأ فادح، لكني آمل أن ينتهي المسلسل بنهاية قيّمة؛ كعمل فني ناجح، يترك أثرًا على الساحة الفنية التي نريدها أن تكون ساحة مملوءة بفكر يحمل رسالة، ويُقدِّم فنًا راقيًا يغوص في تفاصيل التفاصيل لمجتمع ما تزال قضاياه شائكة، ودور الفن فيه هو دور هام، لأنه ببساطة يصل للمتلقي بالسرعة القصوى، وليكن -وبكل أمانة- بعيدًا عن العملية الاستعراضية للأنثى، وبعيدًا عن سذاجة الخوف المقلق على قطة!!! وبعيدًا عن تجاوزات لم تعد مقبولة في زمننا هذا، الذي عمم الوعي على الجميع بطريقة عادلة ومذهلة..!!! * (خاتمة الهمزة).. ليست كل الهزائم عادية، ولا كل الانتصارات مذهلة، لكن الحب الكبير يظل مخيفًا حتى في لحظات موته، ويظل خطرًا حتى وهو يحتضر، رحم الله الحمبزانة... وهي خاتمتي ودمتم..!!! تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :