ما جاء بالعنوان لم استوحه من الخيال، وإنما هو حقيقة ما هو متداول حالياً من إعلانات على مواقع الإنترنت، وتستهدف بالدرجة الأولى جذب أموال المواطنين للاستثمار عبر شركات غير مرخص لها في المملكة. تلك الإعلانات تنشط في أوقات اضطراب الأسواق المالية، ومثل ذلك الاضطراب ينشأ عنه عادة ارتفاع حجم الخسائر لفئة غير قليلة من المستثمرين، وينتج عنه شعور باليأس والإحباط والتذمر وضيق في سعة التفكير بالحلول، وبالتالي يجد هؤلاء المعلنون فرصتهم في اصطياد ضحاياهم من اليائسين وقليلي الخبرة في أسس الاستثمار. أما في حال استقرار أسواق المال واستقرار وضع المستثمرين المالي، فتقل أنشطتهم ،لأن السوق المستقرة تنعكس على حال مستثمريها بصورة مباشرة، فيختفي الشعور باليأس والإحباط، وتَقِل حالات التذمر من سوء الأوضاع المالية لدى البعض من المستثمرين. هؤلاء المعلنون علي أي حال، سواء في اضطراب الأسواق أو انتعاشها، تزداد محاولاتهم في إقناع البعض من المستثمرين بوسائل وأساليب عدة، منها وسائل الترغيب والوعود بمضاعفة الأرباح ورؤوس الأموال، وتلك الإعلانات باتت منتشرة، ومازالت من خلالها تروج تلك الشركات غير المرخصة لأهدافها عبر عبارات رنانة وبأساليب مغرية. لم يكفِ مثل تلك الشركات غير المرخصة في ضخ إعلانات مذيلة بأسماء مستعارة، بل ان بعضهم استخدم صوراً لأناس آخرين، وذلك لمطابقتها مع أسماء مستعارة تنتهي بأسماء لقبائل وعائلات، فأساليب هؤلاء الذين يستدرجون المواطنين بحجة تفادي خسائرهم ومضاعفة أرباحهم ليست بجديدة، فهي قديمة وقد ملأت قصص ضحاياها الآفاق. من وسائلها التي ترى أن فيها إقناعاً للآخرين، أنها تتحدث للخاسرين وعلى ألسن أشخاص بأسماء وصور مزيفة وغير حقيقية كما قلت سابقاً، وتفصح عن تجاربهم السيئة مع أسهم لأسواق دول معينة حددتها بالاسم، وتوضح بعنوان قصير معاناتهم وخسائرهم معها، وعن طريقتهم التي تمت في استرداد خسائرهم ومضاعفة أرباحهم. الواقع، هو أن مسألة استمرارهم في استدراج ضحاياهم حتى الوقت الحالي هي مسألة تحتاج إلى جهود للقضاء عليها، والتضييق عليهم وإنقاذ الأبرياء منهم.
مشاركة :