شملت الاتفاقيات السعودية المصرية لترسيم الحدود. إعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السيادة السعودية مجددا بعد أن وضعت تحت التصرف المصري حينا من الدهر. بعض المناضلين، أو نجوم الكوميديا الثورية التي ولى زمنها واغبر أرادوا العودة إلى جماهيرهم عبر محاولة امتطاء صهوة الجواد السعودي، ولم يمن إلا بكبوة، فالجزر هذه سعودية ببراهين ووثائق تاريخية وليست بشخبطات تويترية، وإذا كان البعض لا يؤمن بهذه الصيغ الوثائقية فلنعده إلى ما كتبه شخص من الفريق المناوئ للسعودية وهو الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل الذي قال بالنص إن تيران وصنافير سعوديتان! (انظر كتابه هيكل: «حرب الثلاثين سنة - سنوات الغليان» ص 91، الطبعة الأولى 1988). لنعذر هؤلاء قليلا، المشاهد التي رأوها طوال أيام الزيارة لم يحتملوها، لأن مصر تجاوزت الخطر، ودخلت في حيوية الاقتصاد المستمد من فضاء الخليج، والذي يعني الذهاب بعيدا في مجال التنمية المستدامة في أنحاء مصر من القاهرة إلى سيناء. السعودية ومصر إلى المحورية الفاعلة مجددا، نتذكر تحالف محور الاعتدال في العقد الماضي، والذي أسهم في لجم التوترات، ومحاسبة المغامرين الميليشيويين. دول الخليج ومصر في فلك ومحور واحد الآن، وما حضور الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، ومرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، إلا تأكيد على هذا الحلف. تعبت مصر من تنفس الأيديولوجيات، وهي الآن تستنشق الاقتصاد الفاعل، والمجتمعات لا تبنى بالصوت، بل بتوفير الخيارات والفرص.
مشاركة :