حينما بدأت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب وهي مناسبة ينتظرها جميع المثقفين ومحبي الاطلاع والكتاب، لم أستطع الذهاب اليه كما هي العادة عندي فقد كنت سابقا اتابع واذهب لعدة معارض في وطننا العربي مثل معرض الشارقة وبيروت والقاهرة والأخير كنت اشد الرحال اليه في كل عام ولمدة عقدين من الزمن كل ذلك بسبب هوسي بالكتاب وما يمكن ان اكتشفه فيه ومرت السنون وانا على هذه الحالة حتى حال بيني وبين الذهاب للمعارض الخارجية حالتي الصحية فأنا اعاني منذ فترة من عدم الاتزان الحركي ولذلك اصبحت حركتي محدودة جدا وأصبحت اطلب من الأصدقاء ان يبتاعوا لي ما احتاج له من كتب فابتياع الكتب اصبح عندي حاجة واحتياجا أكثر منه هوسا كما هو سابقا ففي العام الماضي 2015م لم ابتع الا عشرة عناوين وفي هذا العام لم يتعد ما ابتعته هذا الرقم ولا أخفيكم ان الكتاب الإلكتروني الذي احصل عليه من الإنترنت عوضني كثيرا عما أحتاجه من الكتب. على كل حال تتركز اهتماماتي هذه الأيام على كل ما يخص الكتاب من حيث الرؤية والتاريخ والتلقي ولا اخفيكم أيضا فأنا اصبحت أراجع خزانات المخطوطات ولا عجب في ذلك فأنا من جيل النت ولست من جيل الحفر في الصخر من أجل معلومة أو كتاب مخطوط وهو جيل لا يعوض وما خلفوه لنا من مؤلفات وتحقيقات شاهد على حقبة من المحققين تلاشت ولم يبق منها الا القلة القليلة على كل حال تتركز اهتماماتي هذه الأيام على كل ما يخص الكتاب من حيث الرؤية والتاريخ والتلقي ولا اخفيكم أيضا فأنا اصبحت أراجع خزانات المخطوطات ولا عجب في ذلك فأنا من جيل النت ولست من جيل الحفر في الصخر من أجل معلومة أو كتاب مخطوط وهو جيل لا يعوض وما خلفوه لنا من مؤلفات وتحقيقات شاهد على حقبة من المحققين تلاشت ولم يبق منها الا القلة القليلة اما جيلنا فقد اتته المعلومة من كل مكان، ولم يحاول ان يلتقطها الا نادرا. وهنا وقبل كل شيء اريد ان اقرر مسألة تعتبر عرفا علميا اكاديميا وهي أن الحصول على الدكتوراة كشهادة أكاديمية لا يجعل من حاملها عالما ولا فقيها ولا مثقفا وانما هي بالدرجة الأولى تؤهل صاحبها لأن يكون باحثا لهذا تعتبر الرسالة العلمية التي يتقدم بها الطالب للمناقشة متطلب بحث طبق فيها الطالب ما درسه من الدروس التأهيلية كباحث وانا اذكر ان الدكتور الباحث رشيد الخيون يرفض تقديمه كدكتور ويفضل ان يقدم كباحث هذه مسلّمة معروفة لذا لن أقف عندها كثيرا. في ايام المعرض أخبرني أحد الأصدقاء أن هناك في المعرض كتابا اسمه (ذم الدكتوراة) وكنت أظن قبل أن احصل على الكتاب وأقرأه ان المؤلف سوف يتناول الدكتوراة والدكتور من حيث المصطلح ويطالب المؤلف بتعريبه كما فعل الشيخ بكر ابو زيد في رسالة "تغريب الألقاب العلمية" وله كلام مهم في ذلك رحمه الله أو ان المؤلف سوف يتناول حملة الدكتوراة من جامعات وهمية كما كتب صديقنا الدكتور موافق الرويلي حول ذلك وقد أجاد في كشف الكثير ممن يدعون "الدكترة" أو أن المؤلف سوف يتناول السلوك الخاطئ في البحث العلمي ما تسبب في اخطاء علمية ارتكبها بعض حملة الدكتوراة.. كل هذه الأفكار قد مرت بذهني حينما سمعت بذم الدكتوراة ولأنني اعرف المؤلف من خلال متابعتي لما كان يكتبه في موقعه من ردود، وهذه المتابعة كان لها سبب عندي وهي انني اردت ان اتعرف على مدى قدرة اهل ألأثر الفقهية والى أي مدى يصل بهم الجمود على ظاهر النص. وارسل لي هذا الصديق الكتاب عبر البريد الإلكتروني وحقيقة لم افاجأ بما طرحه الكتاب من كلام ركيك في مبناه ومعناه بناه مؤلفه على الذاتية المحضة وملخص ما كان يريد قوله انه لماذا لا يوظف من لا يحملون الشهادات في التعليم والفتيا ويؤتمنون على المشروعات الخيرية هذا ملخص مراد المؤلف من هذا الكتاب ولو تتبعنا سيرة المؤلف العلمية فسنعرف السبب في تدبيج كتاب كال فيه شتى التهم لحملة الدكتوراة فهم عنده صناع إرهاب وغير وطنيين وغير فقهاء وغير مؤتمنين ومن الملاحظ أنه قد يستثني أحيانا الا ان التعميم غالب على الكتاب وكما جاء في سيرته العلمية التي لم يذكر فيها دراسته النظامية قبل ذهابه للدراسة في عنيزة فإنه قد لازم دروس الشيخ محمد بن عثيمين لمدة عشر سنوات درس فيها الفقه والحديث واصولهما والنحو حتى إنه درس شرح الفية ابن مالك لابن عقيل ولم يذكر حفظه للقرآن الكريم أو تلقي علم القراءات ولم يذكر ما اذا كان قد تخرج من كلية الشريعة، وانا هنا لن اشكك في دعواه الدراسة والتحصيل، ومن يتأمل ما جاء في هذا الكتاب خصوصا اذا كان متابعا لكتابات المؤلف فسيتذكر ردوده على الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي ولذلك اهمية فالأثري الف هذا الكتاب ولم يكن امامه الا الدكتور المدخلي ولو لم يصرح باسمه ولكن ردود الأثري السابقة على الدكتور ربيع وما جاء في ذم الدكتوراة من حجج هي نفسها التي كان يتهم بها الشيخ المدخلي ويجلده بها فقد الف كتابا اسمه عنيف جداً "السيف البتار لقطع دابر ربيع المدخلي لطعنه في العلماء الكبار" وهكذا توالت ردوده على الدكتور المدخلي الى أن اخذت الحيز الأغلب من مؤلفاته والتي بلغت تقريبا اكتر من خمسين عنوانا الأغلبية العظمى منها في الرد على الدكتور المدخلي واتباعه وهي ردود عنيفة وبعناوين عجيبة وحجج ضعيفة ورد المدخلي عليه بنفس الإسلوب والنمط في عدة رسائل ومقالات المهم ان المدخلي والأثري ينتميان الى مدرسة أهل الحديث والأثر ويدعوان إلى محاربة البدعة والتطرف والإرهاب، وهما لم يشاركا أو يتابعا ما تصدره القاعدة ومنظّروها والدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من رسائل أو كتب أضلوا بها الناشئة حتى رفعوا السلاح في وجه كل من خالفهم، لم يتابعا التطرف العنيف الذي اصبح يضربنا في بيوتنا ومن قرابتنا، وألهيا نفسيهما بمعارك سمجة يسعيان بها الى تحديد من هو اكثر سلفية أو من هو اكثر اتباعا للأثر ويدبجان رسائل وكلام فيه الكثير من المجازفة والشطط كلام ومعارك لا تنفع الأمة لا في حاضرها ولا في مستقبلها أو أن الشيطان ألهاهما عن القيام بأدوارهما الحقيقية.. اللهم سلّم سلم. naser.zaha@gmail.com
مشاركة :