في تسعينيات القرن الماضي حضرت كصحفي فعاليات معرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وكنت أذكر أنه كان يقام في شهر تسعة (سبتمبر) وكان الحضور وقتها كثيفا وكنت أتابع العروض المسرحية بشغف وحب للمسرح ذلك العالم الغرائبي الجميل، وكنت أقرأ النصوص المسرحية، وكتب النقد المسرحي، وما يتصل بذلك، وحاولت وقتها أن أجد كتابات توضح لي مفهوم المسرح التجريبي، وهكذا شاركت في دورة ومن ثم أخرى وأخرى حتى أكملت ما يقارب العشر دورات، وأنا لم أفهم ما المراد بالمسرح التجريبي، وما نوعية الجماهير التي يتوجه لها هذا المسرح على كل حال في أكثر من عام استطلعت آراء مجموعة من الدكاترة المتخصصين في المسرح، وبعض كبار المسرحيين، ولم يتفق وقتها اثنان على مفهوم المسرح التجريبي، وهل هو يبشر بمسرح جديد غير تقليدي؟ وأصبحت العروض المسرحية العربية خصوصا تمثل الهبل المسرحي على خشبة المسرح لكي يقال انه عرض تجريبي، وأصبح الافتعال هو السائد في العروض المسرحية العربية كنت وقتها على قناعة بجدية ما يعملون ويقولون خلال عشر دورات واتضح لي مدى زيف هذه الجدية ومدى زيف أكثر المشاركين الذين لم يفهموا حتى هذه الساعة مفهوم المسرح التجريبي، وهدفه، على كل حال هذا المهرجان الغي وقد يجربون مهرجان آخر خلفا لمهرجان المسرح التجريبي.