الماء القلوي من اسمه يحمل درجة حموضة أعلى من المياه العادية، وهذه القلوية تُضفِي له بعض الفوائد، مثل مُعالجة ارتجاع المريء والوقاية من هشاشة العظام، لكن هذه الفوائد لم تكن مُؤكّدة بصفة نهائية وإن كانت مُثبَتة، كما قد ثبت أنَّ له أضرارًا خاصةً على المُصابِين بأمراض الكلى، فهل تحتاج إلى شُرب الماء القلوي لتعزيز صحتك؟ وما الفرق بينه وبين المياه العادية؟ الماء القلوي مثل أي ماء يتألّف من هيدروجين وأكسجين، لكن درجة حموضته "pH" أعلى من أنواع المياه الأخرى، وقد يكون ذلك لاحتوائه على معادن أو مكوّنات مضافة، مثل صودا الخبز "بيكربونات الصوديوم". تضاربت الأبحاث المُتناوِلة لفوائد الماء القلوي، وخلصت إلى أنّ الماء القلوي قد يكون مفيدًا على الأصعدة الآتية: كشفت بعض الدراسات عن أنّ الحمضية قد تُساعِد على نمو الخلايا السرطانية، ما يطرح تساؤلاً بديهيًّا: هل القلوية أو استخدام الماء القلوي قد يُساعِد في تثبيط نمو الخلايا السرطانية؟ وحتى الآن لا يُوجَد دليل طبي كافٍ يُؤيِّد شُرب الماء القلوي للوقاية من السرطان قد يكون الماء القلوي مفيدًا في التعامل مع ارتجاع المريء، فعلى عكس المياه العادية "درجة حموضة متعادلة"، وجد الباحثون أنَّ شُرب الماء القلوي "درجة حموضته 8.8" يمسخ أحد الإنزيمات الهاضمة في المعدة، وهو الببسين، ما قد يُساعِد بلا شك في تخفيف أعراض ارتجاع المريء. كذلك وجد الباحثون، حسب موقع "verywellhealth"، أنَّ الماء القلوي ذو درجة حموضة 8.8، لديه قدرة جيدة على تخفيف الأحماض. تُوجَد بعض الأدلة على أنَّ أنواعًا مُعيّنة من المياه القلوية قد تكون مُفيدة للجهاز الهضمي لبعض الناس، فقد كشفت دراسة في دورية الطب التكميلي والبديل القائم على الأدلة "Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine" عن أنَّ تناول المُصابِين بالقولون العصبي مع الإسهال، للترَين من الماء القلوي يوميًا لمدة 8 أسابيع، أدَّى إلى تحسُّن الأعراض. وحسب مراجعةٍ عام 2021 للدراسات، فإنَّ الماء المخفض بالقلويات يمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، تُساعِد على التغلب على عُسر الهضم والتهاب المعدة. لكن لا تزال هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد للماء القلوي. قد يُساعِد الماء القلوي في تعزيز صحة العظام لدى السيدات بعد بلوغ سن اليأس، فقد وجدت دراسةٌ أنّ الماء القلوي يُساعِد في الحفاظ على كثافة العظام، خاصةً الفقرات لدى السيدات اللاتي بلغن سن اليأس ويُعانِين هشاشة العظام. واستنتج الباحثون أنَّ الماء القلوي قد يَزيد كثافة العظام، ويُعادِل التأثيرات الضارة للأنظمة الغذائية الحمضية "مثل السكريات واللحوم ومنتجات الألبان"، ما يمنع هشاشة العظام. أشار موقع "healthline" إلى تحسُّن لزوجة الدم بنسبة 6.3% بعد تناول الماء القلوي، وذلك مقارنةً مع تناول المياه العادية بعد ممارسة تمارين رياضية شاقة، وهذا التحسُّن في لزوجة الدم يعني مزيدًا من سهولة انسياب الدم وتدفُّقه عبر الأوعية الدموية في الجسم، وهذا يعني إيصال مزيدٍ من الأكسجين إلى أنسجة الجسم في أعقاب التمارين الرياضية حسب دراسةٍ في "Biology of Sport" تضمَّنت 36 لاعب كرة قدم على درجةٍ عالية من التدريب، تناولوا 4 لترات من الماء القلوي بعد ممارسة التمارين الرياضية، ما ساعد في تعزيز التوازن بين الأحماض والقواعد في الجسم، والحالة العامة للترطيب، وذلك مقارنةً مع استهلاك نفس الكمية من المياه العادية. لكن لم تُبرِز دراسةٌ أخرى فرقًا كبيرًا على صعيد الترطيب بين المياه القلوية والمياه العادية، ومِنْ ثَمّ فقد تكون هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات لتوضيح أثر المياه القلوية في الترطيب. اقرأ أيضًا:لماذا يستمر الشعور بالجفاف رغم شُرب الماء والسوائل؟ يُعدّ الماء القلوي آمنًا للشُرب، كما أنَّ شُربه كل يوم لن يُسبِّب ضررًا على الأرجح، ومع ذلك فقد يكون ذا خطر حال تناوله بانتظام، خاصةً أنّه قد يُسبِّب ما يلي: يُعدّ فرط بوتاسيوم الدم، أو تجاوز مستوياته للمُعدّل الطبيعي المُفترض له من الآثار الجانبية التي ركّزت عليها الدراسات البشرية للماء القلوي، وهذه المشكلة تظهر تحديدًا عند المُصابِين بقصور وظائف الكلى، الذين يستهلكون الماء القلوي مع درجة حموضة "pH" تتجاوز 10. وتشمل أعراض فرط بوتاسيوم الدم ما يلي: وقد تُؤدِّي الزيادة الشديدة لمستويات البوتاسيوم في الدم إلى المعاناة من اضطراباتٍ شديدة، وربّما الوفاة؛ لذا ينبغي للمُصابِين بالفشل الكلوي أو قصور وظائف الكلى تجنُّب الماء القلوي. قد يتعرَّض الإنسان لأضرار صحية حال شُرب ماءٍ قلوي درجة حموضته أعلى من 9.8، مثل: يُعدّ الماء قلويًا إذا تجاوزت درجة حموضته 8.0، أمَّا الماء العادي فتتراوح درجة حموضته على الأرجح بين 6.5 - 8.5. يحتوي الماء القلوي على معادنٍ أكثر قلوية، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، كما يمتلك مقدرة على تخفيف أضرار الأكسدة بصورة أكبر من الماء العادي؛ لاحتوائه على كمية أكبر من مضادات الأكسدة. الماء القلوي هو ماء عادي مليء ببعض المعادن، لكن تجاوزت درجة حموضته 8.0، أمَّا أنواع المياه الأخرى فهي: اقرأ أيضًا:أضرار شرب الماء بكثرة.. وما الكمية الموصى بها؟ لا ينبغي للمُصابِين بالفشل الكلوي، أو أمراض الكلى عمومًا شُرب الماء القلوي إلّا تحت إشراف الطبيب؛ لأنَّه قد يزيد مستويات البوتاسيوم في الدم إلى مُعدّلات خطيرة على صحتهم. يُوجَد نوعان من الماء القلوي؛ طبيعي وصناعي، فبعض المياه أكثر قلوية بصفة طبيعية، خاصةً إذا كانت مُتواجدة في مناطق مليئة بالصخور الغنية بالمعادن، مثل ماء الينابيع. أمّا الصناعي، فيُمكِن إقحام الماء في عملية التحليل الكهربي لرفع درجة الحموضة، وعادةً ما تمر المياه القلوية التي تُوفّرها العلامات التجارية عبر جهاز تأيُّن؛ لفصل الجزيئات الأكثر حمضية، وجعل الماء قلوي. كذلك يُمكِن صنع الماء القلوي في المنزل، باستخدام المُؤيِّن المنزلي، أو مُرشّح الماء، أو إضافة بعض المكونات إلى الماء، مثل صودا الخبز.
مشاركة :