زبدة الهرج: الكلام الطيب

  • 5/17/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما طالبنا بتغيير بوصلة الخطاب التصعيدي حتى لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم أكن بكاهن أو منجم لأتنبأ، إنما من خلال قراءتنا للتصريحات المضطربة التي تصدر من بعض السياسيين، جعلتنا دائما نطالب برفق الكلام ولينه لتتآلف القلوب. فقد ذكرت في مقال سابق، وهي حقيقة مثبتة حتى لا يظن البعض أني أركب الموجة، فذكرت أن بعض من يمارسون اللعبة السياسية، ولا نشك في وطنيتهم، اتخذوا من خطاباتهم مادة لإغراء الجماهير، فكان ظاهرها شهد وباطنها مرّ، فخلقوا الفوضى والتيه والشتات بسبب ضحالة تطور فكرهم السياسي، وعدم تعاطيهم باحترافية مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، فأصبح المشهد السياسي المحلي هشيماً تذروه الرياح، ولا يتناسق أو ينسجم مع وضعنا كدولة تختلف عن باقي الدول. فحكامنا لم يأتوا على ظهر دبابة إلى سدة الحكم، أو عن طريق الانقلابات، حتى يتم تأجيج الشارع والتجاوز على صلاحيات ولي الأمر، بل زدت على ذلك في إحدى مقالاتي بالقول إن الكثير من أبناء الشعب الكويتي العظيم جرفهم التيار إلى ساحة صراع القوى السياسية، فاختلط حابلهم بنابلهم، فأصبحنا مادة للسخرية لدى باقي الدول. وهذا التناحر المخيف والاضطراب المرعب كفيل بأن ينشئ جيلا قادما مفككا ضعيفا أوهن من بيت العنكبوت، ولذلك بعد الخطاب السامي الذي ألقاه حضرة صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، يجب على الجميع السمع والطاعة، وهو واجب شرعي أولاً، وثانياً أن سموه أبو السلطات، وما يراه مناسباً لمصلحة البلاد والعباد يكون أمره نافذا، كذلك التوترات الإقليمية على صفيح ساخن تتطلب منا جميعا الالتفاف حول الشرعية فتكاتفنا مصدر قوتنا. ثم أما بعد: نحن محسودون على نعمة وطن يعيش في أمن وأمان، وعلى أسرة حكم لن نجد أبسط وأسهل وأرأف منها بشعبها.

مشاركة :