ما هي الأسرار الخمسة للسعادة؟ - فاضل العماني

  • 4/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا أظن أن مفردة معقدة تستحق الدراسة والبحث والتأمل، فضلاً عن الكتابة، كمفردة "السعادة" التي تُشكل سر الوجود ومعنى الحياة، لأنها اللمسة السحرية التي كانت ومازالت تُمثل المسار الأول لبوصلة الخلاص/السعادة التي ثبتها البشر منذ البدايات الأولى باتجاه الطموحات والآمال والأمنيات التي تنتظر التحقق في روزنامة الأمل. بداية، أعتراف بأنني ابتعدت كثيراً عن قراءة أو مطالعة التقارير والأبحاث والأفكار التي قاربت هذا الموضوع الشائك، وحاولت أن أبدو عفوياً وتلقائياً قدر المستطاع، وأكتب ببساطة شديدة نابعة من الواقع الحياتي الذي أعيشه وألمسه من خلال تعاملي المباشر مع الأشخاص الذين يمكن تصنيفهم بأنهم من السعداء، دون الوقوع طبعاً في فخاخ التعريفات والتوصيفات لمصطلح السعادة. والسعادة قد تكون في الحصول على المال والجاه والمكانة والسلطة والصحة والشهرة وغيرها من مظاهر وملامح السعادة، هي بلا شك كل ذلك وأكثر، ولكنها أيضاً قد تكون في الكثير من العوامل والمظاهر الأخرى التي تجعلها أكثر استقراراً واستمراراً وتأثيراً. أسرار السعادة التي نبحث عنها كثيرة جداً، أكثر مما نتوقع أو نظن، ولكنني اخترت خمسة منها أجدها الأهم والأكثر واقعية: "لا تكره أحداً"، هو السر الأول للسعادة. فالكره الذي نحمله نحن البشر للآخرين، مهما كانوا ومهما كانت الأسباب، هو حالة مرضية تحجب عنا فضاء السعادة الذي نتوق للتحليق حوله. قبل أن نُمارس الكراهية والبغض والازدراء ضد من نظن بأنه قد أخطأ بحقنا، لماذا لا نلتمس له العذر، أو لماذا لا نضع أنفسنا في مكانه، بل لماذا لا يكون الخطأ من صنعنا نحن؟ "لست الوحيد على حق"، هو السر الثاني للسعادة. فكما نُصيب في الكثير من أفكارنا وقناعاتنا ومعتقداتنا، نحن أيضاً نقع في الخطأ، فلماذا لا ندع للآخرين الفرصة الكاملة لأن يكونوا مثلنا يُصيبون ويُخطئون، ولا نُحاول أن نحتكر الصواب أو نملك الحقيقة؟ "لا تقلق أبداً"، هو السر الثالث للسعادة. لماذا نغرق في القلق من كل شيء تقريباً، فنحن نقلق على مستقبلنا ومصير أولادنا وتباعد أمنياتنا وتعاظم مشاكلنا والكثير الكثير من ملامح القلق التي تُعكر صفو حياتنا، وتحرمنا من السعادة في يومنا/حاضرنا الذي يستحق أن نحتفل به؟. لتكن ثقتنا بالله الذي يُرشد الطير في السماء ويُطعم السمك في قاع المحيط! السر الرابع للسعادة قد يتلخص في هذه العبارة "لا تكن مجرد رقم". إن السر من وجودنا أكبر بكثير من مجرد عبور خجول في هذه الحياة القصيرة، فالوجود الحقيقي للبشر يكمن في مدى رغبتهم وقدرتهم وكفاءتهم على إحداث الفرق وتوثيق "بصمة" تُخلدهم في سجلات الحياة. السعادة أن تجد لحياتك معنى في هذا الوجود! "عش حياتك ببساطة"، هو السر الخامس للسعادة. والبساطة هنا ليست الوقوع في وحل التفاهات والترهات، البساطة لا تعني ذلك مطلقاً، ولكنها ترمومتر دقيق وحساس وجريء يُقيس حجم الثقة والرضا والقناعة التي يتمتع به الأشخاص السعداء. الحياة تغص بما يكفي بالعقد والأمراض والضغوطات، فلتكن البساطة هي الشعار الكبير الذي نحمله في وجه كل ذلك. ما أروع البساطة في المأكل والملبس والمصرف، ولكن الأروع هو البساطة في التعامل مع البشر بروح من التسامح والانفتاح والتقارب. تلك هي قائمتي الصغيرة لأسرار السعادة، فما هي قائمتك أنت عزيزي القارئ؟ fadelomani@yahoo.com

مشاركة :