أهم خمسة تحديات تواجه الأسرة السعودية - فاضل العماني

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تُمثل الأسرة المكوّن الأساسي في جسد الأمة، بل والعمود الفقري للبناء الاجتماعي للوطن، وكلما كانت الأسرة متماسكة وفاعلة ومنتجة، كان الوطن أكثر قوة واستقراراً وتنمية. تواجه الأسرة السعودية المعاصرة الكثير من الصعوبات والتحديات التي قد تمنعها من ممارسة دورها الفاعل تجاه أفرادها لإعدادهم وتنشئتهم بشكل صحي ومتوازن لمواجهة الظروف الصعبة التي تُشكل الحياة الحديثة بكل تحولاتها وتطوراتها. التحديات التي تواجه الأسرة السعودية المعاصرة كثيرة وكبيرة جداً، ولكنني سألتقط خمساً منها فقط، أجدها الأهم والأكثر خطورة وهي: التعليم، هو التحدي الأول باعتباره الركيزة الأساسية التي تحتاجها الأسرة السعودية المعاصرة لصنع شخصية متعلمة وواعية تُسهم في تنمية المجتمع. السؤال هنا: هل نملك تعليماً حقيقياً يساعد الأسرة في بناء الشخصية المتوازنة والمتكاملة لأفرادها؟. التحدي الثاني، هو قدرة الأسرة السعودية المعاصرة على تطبيع منظومة من الأفكار والقيم والثقافات في فكر وسلوك أفرادها بمختلف مستوياتهم، كالتسامح والانفتاح والقبول بالآخر والحفاظ على القانون وتحمل المسؤولية والعيش المشترك وتغليب الوطن على كل المصالح الفئوية والطائفية. السؤال هنا: هل تُمارس الأسرة السعودية المعاصرة دوراً واعياً لإكساب أفرادها كل ذلك؟. الهوية، وهي تُشكل الوعي الجمعي والثقافي لكل أفراد ومكونات الوطن الواحد، وهي الفلسفة الوجودية التي تُوجّه الطموحات والنزعات، وهنا تكمن الخطورة إذ قد تتباين وتتصادم الهويات المتعددة التي قد تتشكل في ظل غياب نظام ضابط لهوية واحدة. الهوية الجامعة الواحدة التي تقوم على المواطنة والشراكة والحرية والاستقلالية والاندماج والتكامل، بعيداً عن الهويات الفردية والفئوية والطبقية والطائفية، هي النبتة التي يجب أن تغرسها الأسرة السعودية المعاصرة في عقول وقلوب أفرادها. السؤال هنا: وفق أي هوية تُنشئ الأسرة السعودية المعاصرة أفرادها؟. التحدي الرابع، هو تعزيز ثقافة الإبداع والإنجاز والإنتاج الذي يجب أن تُمارسه الأسرة السعودية المعاصرة تجاه أفرادها ليكونوا قادرين على تحمل ومواجهة الحياة الحديثة بكل متطلباتها وتحدياتها، وهذا لن يكون إلا بتدريبهم وتهيئتهم لصنع مستقبلهم بأنفسهم. السؤال هنا: هل تملك الأسرة السعودية المعاصرة الأدوات والآليات والقدرات التي تؤهلها لذلك؟ التحدي الخامس هو الأسرة القدوة، سواء على صعيد أفرادها أو على صعيد الأسر التي تُشكل الوطن. وتلعب القدوة دوراً بالغ الأهمية في تربية وتنشئة وتوجيه أفراد الأسرة، باعتبارها المثال الذي يعكس القيم والأخلاقيات التي تتمظهر على تصرفات وسلوكيات أفرادها. السؤال هنا: هل يُمثل الوالدان القدوة والنموذج لأبنائهما، وهل تملك الأسرة السعودية المعاصرة الصورة المثلى للأسرة الملهمة؟. الأسرة السعودية المعاصرة، تواجه صعوبات وتحديات كبرى لكي تُمارس دورها الفاعل في تنمية واستقرار وتطور الوطن، لذا فهي تحتاج للكثير من الاهتمام والرعاية والدعم.

مشاركة :