اضطراب التحكم في الاندفاع.. الأسباب والأنواع وطرق العلاج

  • 5/19/2024
  • 20:23
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أنواع اضطراب التحكم في الاندفاع أسباب الإصابة باضطرابات التحكم في الاندفاع طرق علاج اضطرابات التحكم في الاندفاع   أي إنسانٍ قادر على التحكم في سلوكه وضبط انفعالاته إلّا من غضبٍ أو انفعالٍ قد يُصِيبه بين الفينة والأخرى، لكن أن يفقد الإنسان القدرة على التحكّم في سلوكه وانفعاله ويمتد ضرر ذلك لمن حوله، فثمّة اضطرابات التحكم في الاندفاع، والتي قد تكون في صورة اضطراب المُعارِض المتحدي، الذي يتحدّى فيه الإنسان من هم أكبر منه، أو من لهم سلطة عليه ويصبح عدوانيًا معهم، أو الاضطراب الانفجاري المتقطع، الذي يتسم بنوبات غضب عارمة لا تتناسب مع الموقف الذي مررت به، أو هوس السرقة، وكما يتضح من اسمه يُحاوِل الإنسان سرقة أي شيء حتى لو لم يكُن بحاجةٍ إليه، فهذا يُشعِره بالراحة، فما أعراض تلك الاضطرابات؟ وهل يتوفّر لها علاج؟ مجموعة من الاضطرابات النفسية، تُعرَف أيضًا بـ"اضطرابات السيطرة على الانفعال"، إذ يصعب تحكُّم الإنسان في سلوكياته ودوافعه، وربّما لا يقدر على ضبط نفسه. وهذه السلوكيات قد تُهدِّد سلامة الآخرين، أو حتى سلامة المرء نفسه. ومن أمثلة تلك السلوكيات: وعادةً ما تبدأ علامات اضطراب التحكم في الاندفاع من الطفولة وتستمر بعد البلوغ، حسب موقع "Clevelandclinic". ذكر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الخامسة "DSM-5" خمسة أنواع من اضطرابات التحكم في الانفعالات أو الاندفاع، وهم: ويجد المُصابون بهذه الاضطرابات صعوبة في مقاومة إغراء القيام بفعلٍ مُعيّن، وغالبًا ما ترتبط تلك السلوكيات بالعدوان على الآخرين أو خرق القواعد، أو ممارسة سلوكٍ غير آمن.   اضطراب يتسم بتحدٍ وعصيان وعداء طويل الأمد تجاه الآباء والمعلمين والأشخاص الذين لهم سلطة على الإنسان، وغالبًا ما يُشخّص ذلك الاضطراب عند الأطفال والمراهقين بعد بلوغ 8 سنوات من العمر، ومع ذلك فقد يُصِيب من هم أصغر سنًا من ذلك. ومن أشهر أعراض اضطراب المُعارض المُتحدِّي: ولتشخيص ذلك الاضطراب، يجب أن تظهر أعراض ذلك الاضطراب وتستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، وأن يكون ذلك السلوك مع شخصٍ واحد على الأقل غير الشقيق. وقد يُصاب بعض هؤلاء لاحقًا باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، وهو اضطراب يفتقر فيه الإنسان إلى التعاطف والشعور بالآخرين، كما يتسم سلوكه بالتلاعب والتهور وربّما الإجرام. وسلوك اضطراب المعارض المتحدي لا ينطوي على عنفٍ أو تدمير أو سرقة أو خداع، وهو ما يُميّزه عن اضطراب السلوك. اضطراب ينطوي على سلوك مزمن لانتهاك الأعراف الاجتماعية وحقوق الآخرين، ولا يُشخّص ذلك الاضطراب إلّا عند الأطفال والمراهقين حتى سن 18 عامًا، وعادةً ما تظهر الأعراض في أثناء المراهقة المبكرة، وأشهر تلك الأعراض: وكثيرٌ من الأطفال المُصابِين باضطراب المعارض المتحدي، قد ينتهي بهم المطاف باضطراب السلوك، الذي هو أشدّ في طبيعته. وهذا الاضطراب يُؤثِّر في حياة الطفل أو المراهق من جميع النواحي على النحو التالي: اضطراب نفسي يتسم بنوبات غضب شديدة لا تتلاءم مع الموقف الذي تعرّض له الإنسان، وهذا السلوك اندفاعي بالأساس، وخلال هذه النوبات قد تستخدم ألفاظًا عنيفة أو تشرع في الجدال، أو تعتدي على الآخرين أو تُهدِّدهم، أو تشرع في تخريب الممتلكات. وكي يُشخّص أحد بذلك الاضطراب، لا بد أن تكون نوبات الغضب الانفجارية غير مرتبطة بمرضٍ آخر نفسي أو جسدي، حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5". وتشمل أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع: ومشكلة ذلك الاضطراب أنّه لا يتوقّف عند نوبات الغضب فحسب، بل قد يزيد خطر الإصابة باضطرابات المزاج، وربّما تعاطي المخدرات، كما تتأثّر علاقات هؤلاء المُصابِين بالآخرين سواء في المنزل أو العمل. وذكر موقع "Verywellhealth" أنَّ المُصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع أكثر عُرضةً لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ التعرّض لصدمة في الطفولة قد يُؤدّي إلى الاضطراب الانفجاري المتقطع، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. كذلك فإنّ المُشخّصين بالاضطراب الانفجاري المتقطع أكثر عُرضةً للانتحار، فقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ 38% من المُصابِين بهذا الاضطراب يُفكِّرون بالانتحار، وأنَّ 17% منهم حاولوا الانتحار بالفعل. اضطراب نفسي يتسم بتكرار إشعال الحرائق عن قصد، والقيام بذلك بشكلٍ إلزامي؛ إذ يشعر المُصاب بهذا السلوك أنّه غير قادر على إيقافه، فهو يتخلص من توتره الداخلي أو قلقه ويشعر بمتعة وراحة مع ممارسة ذلك السلوك. ويُعانِي المُصابون بهوس الحرائق توترًا وإثارة قبل إشعال النار، ثُمّ بعدها يشعرون بنشاطٍ شديد وحيوية، ومن الأعراض الأخرى المُصاحبة لهوس الحرائق: فالمُصابون بهوس الحرائق لا يُشعِلونها بغرض تحقيق مكاسب مالية، كما أنّهم لا يُحاوِلون تحسين وضعهم المعيشي بذلك، وليسوا هم مُعاقين ذهنيًا ليقوموا بذلك، بل هم يشعرون بمتعة ويتخلّصون من قلقهم بذلك كما سبق توضيحه.   اضطراب نفسي يجعل الإنسان راغبًا في السرقة عاجزًا عن التحكُّم في ذلك الدافع، بل يسرق مدفوعًا بالتوتر أو الانزعاج، ثُمّ يشعر براحةٍ أو متعة بعد السرقة. وهوس السرقة اضطراب نادر، يُصِيب 0.3 - 0.6% من الناس، ويتسم برغبةٍ لا تُقاوَم للسرقة، بل يسرق الإنسان حتى ما لا يحتاج إليه، أو ما يمكن شراؤه، أو ما ليس له قيمة نقدية أو حتى ما قيمته النقدية قليلة. وعادةً ما يظهر هوس السرقة في مرحلة المراهقة، وهو أكثر شيوعًا لدى السيدات مقارنةً بالرجال. ومن عواقب ذلك الاضطراب أنّ المُصابِين به قد يتعرَّضون للاعتقال والمحاكمات بسبب السرقة، إذ وجدت إحدى الدراسات أنّه قد قُبض على أكثر من 68% من المصابين بهوس السرقة بتهمة السرقة، وقد أُدِين ما يزيد قليلاً على 20% من هؤلاء المرضى وسُجِنوا بسبب جرائمهم. وقد بنى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5" تشخيص ذلك الاضطراب على أنّه: تشترك اضطرابات التحكم في الدافع في خصائص مماثلة، وعمومًا يُظهِر العديد من الأفراد سلوكًا مدمرًا كما يفتقدون التحكم في انفعالاتهم، وعلى هذا المنوال تشمل أعراض اضطرابات التحكم في الدافع: أمّا الأعراض الجسدية فتشمل:   أسباب اضطرابات التحكم في الاندفاع غير معروفة حتى الآن، ومع ذلك فهناك بعض العوامل الوراثية أو البيئية أو غيرها قد تُسهِم في ظهور أعراض تلك الاضطرابات، ومن أبرز تلك العوامل: العلاج النفسي هو الخيار الأول لعلاج اضطرابات التحكم في الاندفاع، والذي يتفرّع منه أنوع مختلفة، كما قد تساعد بعض الأدوية أيضًا في العلاج: تشمل طرق العلاج النفسي المناسبة لاضطرابات التحكم في الاندفاع: هو برنامج تدخل سلوكي شامل يُعالِج أعراض اضطرابات التحكم في الاندفاع في شتّى مجالات حياة الطفل أو المراهق، ويتعاون فيه الآباء والأقارب والمعلمين والأقران والمُعالِجين لتعزيز السلوكيات الإيجابية ومنع السلوكيات الضارة. يُساعِد التدريب على المهارات الاجتماعية الأطفال والمراهقين المُصابِين باضطراب المعارض المتحدي أو اضطراب السلوك في تحسين علاقاتهم وتفاعلاتهم اليومية مع الآخرين، والاستجابة بطريقةٍ أفضل للمواقف التي يتعرّضون لها، وتحسين تواصلهم أيضًا مع من حولهم. لا تُوجَد أدوية مُحدّدة لاضطرابات التحكم في الاندفاع، ومع ذلك فهناك بعض الأدوية التي قد تُفِيد في تخفيف الأعراض، مثل الاندفاع والعدوانية. ومن ذلك مضادات الاكتئاب التي قد يصفها بعض الأطباء، كما قد تُوصَف الأدوية أحيانًا لعلاج الاضطرابات النفسية الأخرى المُصاحبة لاضطراب التحكم في الاندفاع، مثل القلق أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو غيرها، وكلُّ ذلك عائد إلى تقدير الطبيب.

مشاركة :