هل سينعكس فشل اجتماع كبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة في التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج على مصداقية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)؟ أدى فشل الاتفاق الى ترك العالم متخما بفائض كبير من إمدادات الوقود غير المطلوبة تتجاوز 1.5 مليون برميل يوميا، وهو فائض مرشح للارتفاع في ظل توجه ايران ودول أخرى لزيادة الانتاج والامدادات وفي ظل إستعار معركة الحصص السوقية المتوقعة بعدما كشف الاجتماع التباينات الكبيرة في وجهات النظر بين كبار المنتجين خصوصا بين السعودية وإيران من جهة، وبين السعودية وروسيا من جهة ثانية. التقارير التي صدرت إثر الاجتماع ألقت باللوم على التوترات بين الرياض وطهران في فشل الاجتماع في التوصل إلى اتفاق وهو ما جدد المخاوف من توسيع كبار المنتجين لمعركتهم على الحصة السوقية من خلال عرض تخفيضات أكبر. لكن مصادر CNBC عربية تحدثت أيضا عن خلافات أعمق بين السعودية وروسيا حول كيفية مراقبة تنفيذ الاتفاق وألياته. من جانبه، أكد محلل النفط في بي.إم.آي ريسيرش التابعة لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني بيتر لي قائلا: إن مصداقية أوبك في تنسيق الإنتاج بلغت الحضيض الآن.. الأمر لا يتعلق بالنفط للسعوديين فحسب إنه يتعلق أكثر بالسياسات الإقليمية. وذكر بنك مورغان ستانلي إن فشل التوصل إلى اتفاق يسلط الضوء على حالة الضعف في علاقات أوبك مضيفا نتوقع الآن مخاطر متنامية بزيادة الإمدادات من أوبك، وبخاصة في الوقت الذي تهدد فيه المملكة العربية السعودية بأنها قد تزيد الإنتاج بعد الفشل في التوصل إلى الاتفاق. وكانت أسعار النفط هوت بأكثر من 70% منذ منتصف 2014 حيث يضخ المنتجون ما بين مليون ومليوني برميل من الخام يوميا فوق مستوى الطلب مما تسبب في امتلاء صهاريج التخزين في أنحاء العالم عن آخرها بالخام غير المباع. وكان من المتوقع أن يتمم اجتماع الدوحة أمس الأحد اتفاقا لتثبيت الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني حتى أكتوبر من هذا العام في محاولة لتقليص تخمة المعروض. لكن الاتفاق فشل بعد أن طلبت المملكة العربية السعودية توقيع إيران التي لم يكن لها تمثيل في الاجتماع. وتتنافس السعودية مع إيران على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط حيث تخوضان حاليا حربا بالوكالة في كل من سوريا واليمن. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت نحو 7% في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين قبل أن تقلص خسائرها لتصل إلى 3.3% قبل افتتاح الأسواق الامريكية. وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي قرابة 6% إلى 38.31 دولار للبرميل. وأكد بنك غولدمان ساكس إن عدم التوصل إلى اتفاق في الدوحة قد يكون عاملا نزوليا لأسعار النفط الأمريكي، متوقعا أن يبلغ 35 دولارا للبرميل في المتوسط في الربع الحالي. إلا أن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك استبعد حدوث تقلبات عنيفة في سوق النفط بعد فشل اجتماع الدوحة في الاتفاق على تثبيت انتاج النفط، بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية وأضاف نوفاك إن عدم التوصل إلى اتفاق بعد اجتماع الدوحة يخلق فرصا أمام المضاربين في السوق.
مشاركة :