دمشق - تكرس الفنانة الفرنسية ألين جوفروا حياتها في تصوير عبق الأزقة القديمة في دمشق واللاذقية في لوحاتها. واتبعت ألين خلافا لرغبة عائلتها، شغفها بالرسم وأنتجت مئات الأعمال الفنية المفعمة بالحيوية والتي تبرز جمال أزقة سورية القديمة وتاريخها. وتفاني ألين جوفروا الراسخ في مهنتها أصبح مصدر إلهام للعديد من الفنانين الطموحين. ولدت ألين عام 1930 في اللاذقية من أب فرنسي وأم سورية، وأثر تعدد ثقافاتها على أسلوبها بشكل كبير، كما استفادت من تجاربها وبيئتها لرسم لوحات آسرة تعكس وجهة نظرها الفريدة. وقالت "وقت رجعت على اللاذقية كنت عم أسير بالحواري القديمة (عندما عدت إلى اللاذقية كنت أسير بالأزقة القديمة)، وشفت حارة قديمة كتير مع ألوان كتير حلوين (ولمحت حارة قديمة للغاية لكنها تعج بالألوان الجميلة)، قلت لازم أرسمها (فكرت بأن أرسمها)، رحت على البيت تاني أخذت الرسم معي والألوان ورسمت ها الحارة القديمة، (فقفلت راجعة إلى البيت لأحضر أدواتي وألواني وأسرعت إلى الحارة من جديد حتى أنقل بعضا من جمالها على لوحتي)، كتير عجبتني قلت لازم أعمل غيره، (بعد الفراغ من رسمها أعجبتني كثيرا وجعلتني أفكر بجدية في رسم غيرها من الحارات)، ظليت 20 سنة عم بشتغل بالحواري القديمة (قضيت عقدين من الزمن في رسم الحارات القديمة حتى الآن)". ولا تزال ألين تشعر بالراحة والتحرر حتى اليوم وهي تمارس فنها وتستخدم لوحاتها وسيلة للتعبير عن مشاعرها والتواصل مع العالم المحيط بها، فالتزامها تجاه فنها وروحها الشابة بمثابة شهادة على قوة الفن باعتباره شكلا من أشكال التعبير الشخصي والثقافي. وتشبع ألين شغفها حتى الآن بالسير في أزقة دمشق ورسم مشاهد جديدة لتسجل بفنها التغيرات المستمرة التي تشهدها المدينة. وأضافت جوفروا "يعني بدي آخد الألوان وبدي آخد هايدا… (أريد أخذ الألوان)، مشيرة إلى أنه "في الحارات القديمة ما موعدين يشوفوا حد عم يرسم (سكان الحارات القديمة غير متعودين على مشاهدة من يقوم بالرسم)، بس لا أخدوها كتير كويس ما حدا ضايقني هونيك أبدا (لكن مع ذلك لم أتعرض لأي مضايقات أثناء رسمي بالحارات أبدا)، ومرات يجبولي القهوة ويضيفوني وهيك وتعودت أشتغل هونيك، (حتى أنهم في أحيان كثيرة يحضرون لي القهوة ويقومون بدعوتي إلى منازلهم مما جعلني أتعود على العمل هناك)، بالبداية كان صعب وشوي شوي تعودت (البدايات كانت صعبة لكن مع الوقت تحسن كل شيء)".
مشاركة :