الفنان التشكيلي والنحات الراحل خزعل القفاص، حضر روحاً وإنجازاً وغاب جسداً خلال التأبين الذي أقيم له في «غاليري ذا أفنيوز»، وحضره نخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور، واستذكر الحضور والمشاركون في التأبين حياة القفاص، التي تميزت بالطيبة والأخلاق العالية، إضافة إلى ما تضمنته سيرته الفنية من منجزات نتجت عنها أعمال باقية وخالدة. في البداية، قالت مديرة الغاليري سهيلة النجدي إن فكرة إقامة لقاء لتجمع الفنانين بين فترة وأخرى هي إحدى خطط الغاليري التي وضعها من ضمن برنامجه الثقافي، مبينة أن «وفاة الفنان القدير القفاص استعجلت هذه الفكرة، لأنه يجب علينا كفنانين عاصرنا الراحل القفاص أن نقوم بتأبينه، وأن نستذكر أعماله وإنجازاته من خلال تقديم شهادات فنية تقديراً له». وأضافت النجدي أن القفاص له باع كبير في مجال الفن، فهو يتصف بدماثة الخلق، وكل الفنانين كانت لديهم علاقات طيبة معه، وغير ذلك دائما يقدم النقد البناء لأعمال الفنانين، فعلى سبيل المثال إذا كان الفنان جديدا في ساحة الفن يقوم بتقديم النصائح لتشجيعه وتطويره في مجاله، مؤكدة أن الساحة الفنية خسرت القفاص كقيمة فنية وإنسانية. من جانبها، أشادت ثريا البقصمي بمبادرة «غاليري ذا أفنيوز»، ووصفتها بأنها رائعة وإنسانية، وقالت: «جميل جدا أن زملاءه وأصدقاءه حضروا التأبين، وهذا يدل على المحبة والترابط الموجود بين الفنانين، وفي نفس الوقت نحن كفنانين عاصرنا القفاص وكنا زملاءه، وأنا شخصيا كنت مطلعة على رحلته الإبداعية، وفي فقده خسارة كبيرة للكويت والحركة التشكيلية». وتابعت البقصمي: «هو فنان مميز ترك بصمة واضحة في الفن، وجيل كامل تأثر بأعماله، وأعتقد أنه يتعين على الدولة أن تلتفت إلى الإرث العظيم الذي تركه، وتحتضنه وتهتم به، ويتم توثيقه». وقالت الفنانة شيخة سنان إن الفنانين الراحلين حميد خزعل وخزعل القفاص رحلا في صمت، ولم تقم الجهات المختصة بأي خطوة في تأبينهما وتقديرهما، مبينة أنه في الماضي كان هناك اهتمام وتقدير للفنانين. وأشارت الفنانة فريدة البقصمي إلى أن الراحل اتصف بالخلق الرفيع، وكان لا يبخل على الفنانين بالمعلومات، وكان متعاونا مع الجميع. بصمة وهوية بدورها، أفادت الفنانة ديمه القريني: «القفاص من الفنانين الرواد الذين تركوا بصمة وهوية للفن الكويتي، وتميز بأعماله الكبيرة والصغيرة، وشارك الفنانين، وأعطى من خبرته، وقام بتعليم الكثيرين»، مضيفة أنها كانت لها تجربة مع القفاص من خلال تصوير فيلم عن مسيرة حياته، فدخلت مرسمه ورأت أعماله المتنوعة والثرية، وتم إنتاج الفيلم الذي كان من فكرتها وإعدادها، وقامت بمقابلته وأخذ حديث متعمق عن حياته من البداية إلى إنتاج معرضه الشخصي عام 2020، الذي أنتج خلاله 65 خزفيا نحتيا من روائع الأعمال. وأوضحت القريني أن الفيلم حمل أيضا رحلة ذكرياته أثناء الدراسة في القاهرة، ودخوله المرسم الحر مع رواد الفن، ودراسته في الولايات المتحدة، وتابعت: «عشنا مع القفاص واعتبرته الأب الحنون، صاحب البسمة الدائمة، المحب لفنه، حيث ترك بصمة بارزة، وكان متواضعا من خلال وجوده في كل المعارض مع كل الفنانين، وكان داعما لهم»، مضيفة أن القفاص أهدى لها أول عمل خزفي له في سنة 1965، «وهذه هدية لا تقدر بثمن». من جانبها، ذكرت الفنانة نورة العبدالهادي أن للراحل أعمالا فنية بارزة، فقد عرف بثقافته الواسعة وحبه الكبير لفن النحت، واقترحت أن يتم الاهتمام بالرواد، وأن يخصص متحف لأعمالهم، وأن تكون أعمالهم في أماكن مميزة، مثل المطارات، والأماكن المهمة، لأن الفن واجهة للبلد، خصوصا فن الرواد المتميزين. وأشار الخزاف حسن النجادة إلى أن «القفاص قدم تاريخا حافلا وزاخرا بالأعمال النحتية في مسيرته الفنية الرائدة، فقد تعلمنا منه الكثير ومن غيره من الرواد». فنان كبير وأكد الخزاف مؤيد الثليث: «تأثرنا كثيرا بفقدان الراحل القفاص، كان داعما لي شخصيا منذ بداياتي، فقد كان دائما يقوم بتوجيهي ويساعدني ويعطيني ملاحظات على أخطائي، حتى أتفاداها في الأعمال القادمة، فقد كان نعم الموجه والمدرس والصديق والأب»، أما الفنان التشكيلي عبدالجليل الشريفي فقال: «الراحل القفاص صديق وإنسان خلوق، وفنان كبير وقدير، الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته».
مشاركة :