مــــاضــرَّ قــافــلــةً كــــلابٌ تَــنــبَحُ… “شعر” عبد الناصر العبيدي

  • 6/12/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بــالــمَدْحِ يَــرتَــفعُ الأمــيــرُ فــيــفرحُ فــتــراهُ يُــجْــزِلُ بــالــعطاءِ ويَــمْــنَحُ – لــكــنْ عــظــيمُ الــقَــدْرِ مِــثلُ مُــحمَّدٍ يــســمو الـــذي لــهُ بــالقصائدِ يَــمدحُ – إنْ جـــاءهُ الــمــنسيُّ يــومــاً مــادحــاً فــوقَ الــنجومِ الــزُّهْرِ بَــدراً يُــصبحُ – فــــأتــاهُ كَــــعــبٌ خــائــفــاً مُــتــنكِّراً لــلــحَــقِّ فــــاءَ ولــلــهــدايةِ يَــجْــنحُ – أهـــدى الــرســولَ قــصــيدةً لامــيَّــةً وبــظــنّــهِ عــنــهُ الــنّــبيُّ سَــيَــصفَحُ – فـــإذا الــرســولُ يَــزِيدُ فــي إكــرامِهِ وعــلــيهِ بُــرْدَتَــهُ الــشــريفةَ يَــطْرَحُ – هــي أثْــمَنُ الأشــياءِ ما عاشَ الورى وبــهــا كِـــرَامُ الــنــاسِ حــقاً تَــطمَحُ – مــا خــابَ مَــنْ يــأتيْ لأَحــمدَ مُــسْلماً ســيــفوزُ حَــتْــماً بــالــنجاةِ ويَــنــجَحُ – هـــو فـــوقَ أَبْــعَادِ الــكلامِ وسِــحرِهِ وأجـــلُّ مِــمَّــا قـــدْ يُــقَــالُ ويُــفْصَحُ – لـــمْ يَـــدْرُسِ الأَدْيَـــانَ عِــنــدَ مُــعلِّمٍ بـــلْ كـــانَ بــالأَغْــنَامِ حــقاً يَــسْرَحُ – فــــأتــاهُ نــــامــوسُ الــنــبوَّةِ مُــنْــزَلاً لــيــقــومَ يَــهْــدِيْ لــلــعِبادِ ويَــنــصَحُ – ويُــحرِّرُ الــفِكْرَ الــمُغَيَّبَ فــي الهوى فــالناسُ كــانتْ فــي الــجهالةِ تَــرْزَحُ – فــــأتــى بــدَسْــتُورٍ عــظــيمٍ مُــحْــكَمٍ هــو عِــبرَ أحــقابِ الــزمانِ الأَصْــلَحُ – فــغــدا إلـــى الــثِّــقَلينِ خــيــرُ مُــعَلِّمٍ كـــلُّ الــعــوالمِ مِـــنْ مَــعِينِهِ تَــنْضَحُ – مَـــنْ ســـارَ مُــلتزِماً عــلى مِــنهاجِهِ مِـــنْ دونِ تَــفــرِيطٍ ولا هــو يَــشْطَحُ – قــد فــازَ فــي دُنــيَاهُ أو بــعدَ الــرّدى حَــسَــنَــاتُهُ يـــومَ الــقــيامةِ تَــرْجَــحُ – مَنْ عَبَّ مِنْ حوضِ الحبيبِ المصطفى بُــشْــرَاهُ عَــنْ نــارِ الــلَّظى يَــتَزَحْزَحُ – طُــوبى لِــمَنْ عَــبَرَ الــصِّراطَ بِسُرْعَةٍ أبــــوابُ جَــــنَّــاتِ الــنَّــعيمِ تُــفَــتَّحُ – فــيــها مِـــن الــخيراتِ لاعَــينٌ رأتْ والــطِّــيبُ مِـــنْ كــلِّ الأمــاكنِ يَــنْفَحُ – مــاكــنتُ كُــفْــئاً كـــي أفــوزَ بــمدحِهِ فــالــقلبُ مِــنْ فَــرْطِ الــمحبَّةِ يَــصْدَحُ – حـــبُّ الــنَّــبيِّ وآلة فـــي طــبعنا هــــو ثــــابــتٌ بــقــلــوبِنا لا يمسح – فــي حــبِّهِ تــسمو الــنّفوسُ إلــى العلا فـــي عــالــمٍ فـــوقَ الــعوالمِ تَــسْبَحُ – هــو ســيّدُ الــثّقلينِ مُــذْ خُــلِقَ الــورى عَــبْــرَ الــزمانِ ومــا يَــجيءُ ويَــبْرَحُ – إنَّ الــذي قــدْ سَبَّ عِرضَ المصطفى فــنَــظِيرُهُ الــخــنزيرُ، بــلْ هــو أوقَــحُ – يــــرضــى الأذى لــنــبــيِّهِ مُــتَــعَــمِّداً وهـــو الـــذي فـــي حــبِّــهِ يَــتَــبَجَّحُ – لا والـــذي سَــمَــكَ الــســماءَ لــكاذبٌ حِــقدُ الــمجوسِ مــنَ الأخــادعِ يَرْشَحُ – مـــا نـــالَ مِــنــهُ الــحاقدونَ بــخُبْثِهمْ لـــنْ يُــفْــلِحَ الــغِــرُّ الــذي بــهِ يَــقْدَحُ – يــأتــونَ فـــي يـــومِ الــقيامةِ رُكَّــعاً والــنــارُ تَــسْعَرُ فــي الــوجوهِ وتَــلْفَحُ – فــلــيعلمِ الأنــجاسُ فــي كــلِّ الــورى مــــاضــرَّ قــافــلــةً كــــلابٌ تَــنــبَحُ ————

مشاركة :