الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري مستشار ثقافي وأديبة وروائية وكاتبة في جريدة «الرياض»، عملت كمستشار ورئيسة لمبادرة التفرغ الثقافي بوزارة الثقافة السعودية، حاصلة على الدكتوراه في فلسفة الإدارة التربوية تخصص «إدارة تعليم عالي» من جامعة الملك سعود. لديها 16 كتاباً ما بين الرواية والقصة والقصة القصيرة جداً والنقد. وهي مُؤسسة «بيت الرواية» وملتقى «هن سعوديات»، ومؤسسة لـ»نادي رفيف الكتاب»، لها العديد من المشاركات والعضويات العربية والعالمية، والعديد من المشاركات في التلفزيون والإذاعة، والعديد من اللقاءات الصحفية. حدثينا عن فكرة الشريك الأدبي وهل أحدثت أثراً في المجتمع الثقافي والاجتماعي وهل لمست هذا الأثر؟ لا شك أن فكرة الشريك الأدبي مميزة وذات أهمية بالغة لدعم المسيرة الثقافية والإبداعية ولإثراء المشهد الثقافي من جميع النواحي، وفكرة الشريك الأدبي فكرة مختلفة حيث أنسنة الثقافة وإحضارها بين الناس لتألف الشعر والأدب والفن بشكل عام، كذلك لكسر الحاجز بين المجتمع والأدب حيث جعله في متناول يد الأفراد، وحاضراً في حياتهم اليوميّة، من خلال عرضه في المقاهي والمساحات المجتمعيّة، والجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة متمثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة هي جهود جبارة للرفع من قيمة الثقافة والأدب وبث روح القراءة والاطلاع ومن أهداف مبادرة الشريك الأدبي جعل الثقافة أسلوب حياة وتعزيز قيمة الأدب في حياة الفرد، ودعم انتشار الكتاب السعودي فردياً وعالمياً، وتعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص لتكون الذراع الثالثة للثقافة والقطاع الثقافي، أيضاً إلهام الأفراد للإنتاج الأدبي والثقافي، وبقدر ما تشكل من أهمية للمجتمع بقدر ما يجعلها مرشدة ومحفزة للجهات المشاركة لتحسين إدارتها الثقافية وتطويرها. كيف كانت تجربتك في تحكيم جائزة الشريك الأدبي في نسخته الثالثة؟ لا يمكن أن ننكر أن الجوائز تضيف على الحقل الثقافي والأدبي حراكاً مهماً متعدد النتائج، فالجائزة مهمة للمؤسسة وللمبدع فهي تفتح له نوافذ على فرص أكثر وجمهور أوسع وهي عامل إيجابي وحافز على الإنتاج الثقافي والإبداعي، وعامل مهم في تحريك الساحة الثقافية وتنشيط دورة الثقافة والإبداع وإعطاء فرص متساوية للجميع، مما يساهم في خلق صناعة ثقافية تكون رافداً من روافد التنمية المستدامة. وتجربتي في التحكيم والتي امتدت لتسعة أشهر كانت تجربة مميزة حيث الاطلاع على نشاطات 80 مقهى ثقافياً في جميع أنحاء المملكة والتعرف عليها وعلى نتاجها وأدباء المنطقة ومثقفيها ومبدعيها من جميع الفئات العمرية، والأكيد أن التحكيم مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المحكمين، ومن المتعارف عليه أن أي جهة مسؤولة عن منح الجوائز يكون لديها اشتراطات ومعايير من بداية الالتحاق بالمبادرة حتى النهاية، وبالنسبة لنا نحن المحكمين جاءتنا أسماء المقاهي المنضمة للنسخة الثالثة من الشريك الأدبي، وكان التقييم يتم على مراحل، فكل مقهى يكون لدينا جميع الأنشطة والفعاليات التي قدمها خلال فترة التقييم وتكون هذه الفعاليات أيضاً أغلبها مصورة وموثقة، ونطابقها بالمعايير التي وضعتها هيئة الأدب والنشر والترجمة وهكذا حتى النهاية، والأكيد أن عملية التحكيم تسير حسب الاشتراطات والمعايير التي وضعت لها. لذلك خلال التسعة أشهر من الطبيعي أن هناك من يرتفع مستواه وهناك من ينخفض وهكذا، وهذا يصعب علينا عملية التحكيم أيضاً وهذا من ضمن التحديات التي يواجهها الشريك الأدبي. الحقيقة أنها كانت رحلة ثرية ورائعة خضتها مع زملائي د. عادل الزهراني ود. فيصل الشهراني امتدت تسعة أشهر من الاجتماعات والنقاشات والتركيز والتعب وهي تجربة تستحق بالتأكيد. هل واجهتم صعوبات في عملية التحكيم؟ طول التجربة الصعوبات والتحديات واردة فيها فبعض المشاركين يجهد نفسه بالتكرار ولا يقدم نشاطاً مختلفاً مع أنه من ضمن المعايير هو الابتكار والإبداع والجهات المشاركة بالتأكيد مطلعة على المعايير ولكن البعض منها لا يطبقها أو يكون غير واعٍ بأهمية المعايير والتي بالتأكيد ستشكل فرقاً في عملية الفرز والتقييم، لأن الهدف ليس كثرة الفعاليات وإنما جودتها وقياس أثرها، الصعوبة تكمن في المستوى الذي ينخفض ويرتفع أثناء التقييم فقد يكون قدم الشريك الأدبي فعاليات مميزة في الأشهر الأولى ولكن في الأشهر التي تليها ينخفض أداؤه دون معرفة السبب، كذلك تشابه الفعاليات وتكرار الأسماء والمساهمات أيضاً، كلها تجعلنا أمام اختيارات صعبة. *- هل في رأيك أن هناك سلبيات في فكرة الشريك الأدبي وماذا تقترحين؟ كل مشروع سواء ثقافياً أو غيره يكون له سلبيات وله إيجابيات، وبالنسبة للشريك الأدبي وفي كل نسخة بالتأكيد هناك تقييم للنسخة التي تسبقها ومن ثم العمل على تفادي أي سلبيات ولكن من وجهة نظري أخشى أن يتولد لدينا نوع من الأدب السريع «أدب الفاست فود» حيث الكتابة السريعة الركيكة لهدف الظهور والانتشار وليس لهدف الكتابة كما هي أو شغفاً بها، بمعنى عدم تقديم عمل ثقافي أو أدبي حقيقي وذلك لسهولة فرصة المشاركة والظهور. وفكرة استدامة العمل الثقافي الذي تقوم به المقاهي تقلقني حيث إنها هي الهدف، فأنسنة الثقافة تقع على عاتقهم لأنهم هم من يقدمون المساحة والفرصة لمن يرغب في المشاركة بعيداً عن الجوائز. أيضاً أتمنى أن يكون هناك وعي في الفعاليات المطروحة عند البعض فنحن نحتاج إلى بيئة ثقافية تناقش الظواهر والتحولات الثقافية التي نمر بها وتكون حاضرة فمن خلال النقاشات والمماحكات يتولد شيء مختلف وجديد، والثقافة هي معيار أخلاقي وإنساني يفترض أن لا تدخل فيه الانحيازات الإيديولوجية والمناطقية. رئيس هيئة الأدب والنشر د. محمد حسن علوان مكرماً د. زينب الخضيري
مشاركة :