«تنور العيد» .. عادة جميلة اشتهرت بها الأسر الإماراتية لإعداد اللحم الممزوج بروائح البهارات

  • 6/18/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اعتاد المواطنون في شتى إمارات الدولة وبلا استثناء على القيام بإعداد وتجهيز تنور عيد الأضحى المبارك، وهو نوع من الشواء الخاص المقترن بهذه المناسبة السعيدة، إذ تبدأ العادة بتحضير لحم الشواء وتتبيله بأنواع البهارات المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن تنور العيد يعد موروثا تراثيا جميلا من شأنه أن يحيي عادات الآباء والأجداد، ونقله للأجيال القادمة، بما يسهم في المحافظة عليها واستمراريتها. وأكد عدد من المواطنين على أن التراث الإماراتي يحفل بالعديد من القيم والمبادئ والعادات الجميلة، ويتحتم على كل مواطن الحرص الدائم على تعزيزها، والمحافظة عليها إحيائها في المناسبات. وفي هذا الإطار قالت سكينة أحمد الحجي:" إن إعداد تنور العيد الذي يقدم عادة في الأعياد وخاصة في عيد الأضحى المبارك يعد فعليا احتفاء جميلا يجمع أفراد العائلة في هذه المناسبة السعيد".  وأشادت بحرص بعض الجهات المعنية بالتراث في الدولة على إحياء عادة إعداد تنور العيد، ومنح الجمهور فرصة تذوقه بعد الانتهاء من تحضيره، وليس هذا فحسب إذ تأخذ تلك الجهات على عاتقها مهمة إحياء هذه العادة، التي تعبق بروح الماضي، والعودة لأعوام مضت، وذلك بهدف إحيائها لارتباطها بالذاكرة الإماراتية. كما أوضح أحمد الوشاحي أن إعداد التنور في عيد الأضحى المبارك يعد فرصة جميلة لتناول وجبة الغداء التي يكون لها طعم مغاير، إذ يعتبر العيد في حد ذاته فرصة لاجتماع كافة أفراد العائلة الكبيرة خاصة في ظل ظروف أفراد العائلة وانشغالهم في أعمالهم مما يجعل اجتماعهم كافة أمرا صعبا خلال الأيام العادية إلا في حالات نادرة. وأضاف الوشاحي:"ونحن كأسرة مواطنة من منطقة العين وتحديدا في الهير، نحرص على إكمال فرحة عيد الأضحى المبارك بتجهيز التنور والذي غالبا ما تعد العدة لوجبة التنور بصورة مسبقة ليتم خلالها تجهيز كافة الأغراض اللازمة من بهارات وخصف وهو كيس مصنوع من سعف النخيل يوضع فيها اللحم، وحطب وغيرها باستثناء اللحم الذي من الضروري يكون طازجا ويذبح بساعات قليلة تسبق التنور". وأشار سالم حسن الرفاعي إلى أن تنور العيد هو تقليد إماراتي في عيد الأضحى، ويمثل عراقة الماضي والتمسك بأصالة تراثنا العريق. وأضاف:" كما أن التنور عبارة عن موقد يحفر في الأرض بغرض شواء اللحم الذي يعد بطريقة خاصة وله مذاقه المميز، ومكوناته وخطوات تحضيره والطقوس الخاصة في هذه المناسبات. ويُفضل عدم تجهيز هذه الأكلة من غير المتخصصين، لأنها تحتاج إلى خبرة كبيرة". وقال عبدالله الكعبي، الباحث في التراث الإماراتي:" أستطيع القول إن إعداد تنور العيد من العادات الإماراتية الأصيلة التي لم تندثر إلى يومنا هذا، والتي اعتمد عليها المطبخ الإماراتي منذ القدم على ما تجود به البيئة المحلية المحيطة به. وتحرص الأسر الإماراتية على إحياء عادة تنور العيد، والتفنن في الوقت ذاته على الخطوات التقليدية لإعداد اللحم المشوي في "التنور" على طريقة أهل منطقة العين". وأضاف الكعبي:" نعم، إن مجتمعنا الإماراتي الأصيل يزخر بالعديد من الموروثات الاجتماعية الأصيلة التي أبت إلا أن تظل قائمة رغم التغييرات الطارئة، ويعتبر تنور العيد جزءا مهما من التراث الإماراتي الأصيل، ولا تزال تحافظ عليه مناطق الدولة كمنطقة العين الخضراء حتى يومنا هذا". مؤكدا على أن مدة بقاء الوجبة مدفونة في التنور تتفاوت حسب نوعية الطعام المعدّ، وحسب حجم الذبيحة التي يتم وضعها في حفرة مليئة بالحطب الذي غالبا ما يأتي من شجر السمر، أقوى أنواع الحطب. والذي ينبغي إضافته أيضا بأن إعداد تنور العيد له في حد ذاته عدة مراحل مختلفة وتقنيات أيضا تتطلب العمل الجماعي. نكهة خاصة: يعد "تنور العيد" من أشهى وألذ الأكلات الإماراتية في عيد الأضحى المبارك، إذ إنه يحتوي على الكثير من البهارات العربية التي تعطيه نكهة خاصة ومذاقا رائعا، إلى جانب طريقة الطهي التي تمنحه طقوسا جميلة. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوقد التنور إلا في المناسبات السعيدة والتي تتمثل بلا شك في عيد الأضحى وذلك لكثرة الأضاحي واللحم وغيرها.   Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :