متابعات(ضوء):مكة المكرمة / المدينة المنورة 15 رجب 1437 هـ الموافق 22 ابريل 2016 م واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته و اجتناب نواهيه . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم من المسجد الحرام / إن الغرس الحقيقي هو ما يستحضر للدار الآخرة فهو غراس لا يمكن أن يتصوره أحد مهما أوتي من قوة الخيال والتخيل ولا يمكن أن يحيط بشيء لا في يقظة ولا في منام ، إنها غراس الجنة وهي لا حول ولا قوة إلا بالله فإن نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على أبينا إبراهيم عليه السلام فقال / يا محمد مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله. وأضاف فضيلته إنه عجباً لمن يقنط ولديه لا حول ولا قوة إلا بالله وعجبا لمن يقلق ولديه لا حول ولا قوة إلا بالله وعجباً لمن استثقل شيئاً أو استبطأه وعنده لا حول ولا قوة إلا بالله ، مشيرا فضيلته أن ذلك هو التفريط بقضه وقضيضه . وأردف فضيلته قائلا لمسجد الحرام إن هناك أقوام يخطؤون مع هذه الكلمة العظيمة خطئين بينين أولهما أنهم يجعلون هذه الكلمة تقال في المصائب والمحن التي ينبغي أن يقال فيها ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص من موضع إيرادها فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وذلك أي أن كلمة لا حول ولاقوة إلا بالله هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعاً لا صبراً وأما الخطأ الآخر فهو إهمال بعضهم وتساهلهم في نطقها إما جهلاً أو كسلاً فيقولون لا حول الله وفي هذا إخلالٌ كما لا يخفى حيث لاتحمل إلا معنى النفي وحسب ، وهذا خطأٌ ظاهر فالكلمة نفي وإثبات ثبتنا الله وإياكم على طاعته وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ولا حول ولا قوة إلا بالله عليه توكلنا وإليه المصير، مستشهدا بالحديث القدسي إذ يقول ( يقول الله تعالى :أَنَا عَنْدَ ظن عبدي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرَنِي) . وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي عن محبة الله , موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم محبة الله من لوازم الإيمان ولا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد لربه والمحبة لاتحد بحد أوضح منها ولا توصف بوصف أظهر من المحبة وليس هناك شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده الذي لا تصلح الألوهية والعبودية والذل والخضوع والمحبة التامة إلا له سبحانه ,ومحبة الرب سبحانه شأنها غير الشأن فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها وفاطرها فهو وليها ومعبودها وليها وربها ومدبرها ورازقها ومميتها ، فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح وسرور النفس وقوت القلوب ونور العقول ، فليس عند القلوب السليمة أجمل ولا أطيب من محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه . وبين فضيلته أن مقدار ما يستكثر المرء من حب الله بمقدار ما يشعر بلذة الإيمان وحلاوته ومن غمر قلبة بمحب الله أغناه ذلك عن محبة غيره وخشيته والتوكل عليه فلا يغني القلب ولا يسد خلته الا محبته سبحانه، وإذا فقد القلب محبة الله كان ألمه أعظم من العين اذا فقدت نورها والاذن اذا فقدت سمعا واللسان اذا فقد نطقه. وأوضح فضيلته أن حقيقة المحبة أن تهب حبك من أحببته حتى لا يبقى لك منه شيء ، وتسبق محبة الله جميع المحاب وتغلبها وتكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة ، التي بها سعادة العبد وفلاحه , مشيرا إلى أن المحبين يتفاوتون في قدر المحبة ، لأن الله عز وجل وصف المؤمنين بشدة الحب له فقال تعالى ( والذين آمنوا أشد حبا لله ), وهذا دليل على تفاوتهم في المحبة . ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن محبة الله تخرج من القلب كلما يكرهه الله , وتنبعث الجوارح بمحبة الله إلى الطاعات وتغدو النفس مطمئنة مستدلا بالحديث القدسي ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ) فالمحب يجد من لذة المحبة ما ينسيه المصائب ولا يجد من مسها ما يجد في غيرها ، ومحبة الله من أقوى الأسباب في الصبر على مخالفته ومعاصيه , وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضائه للطاعة وترك المخالفة ، وإنما تصدر المعصية والمخالفة من ضعف المحبة وسلطانها . وقال الشيخ الثبيتي إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من لازم محبة الله فمن أحب الله وأطاعه أحب رسوله صلى الله عليه وسلم , ومن علامة محبة الله محبة أهل طاعته ومولاة أوليائه ، وكل ما قويت محبة العبد لله في قلبه قويت هذه الأعمال . وعدد فضيلته الأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل ومنها معرفة نعم الله على عبادة التي لا تعد ولا تحصى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) مشيرا إلى أن أعظم الأسباب الجالبة لمحبة الله معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله فمن عرف الله أحبة ومن أحب الله أطاعه ومن أطاع الله أكرمه ومن أكرمه الله أسكنه في جواره ومن أسكنه الله في جواره فطوبى له وهنيئا له , ومن أعظم أسباب التفكر في ملكوت الله وكثرة ذكر الله تعالى فمن أحب شيء أكثر من ذكره ( ألَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ). 0 | 0 | 6
مشاركة :