منبر الحرمين: عجبًا لمن يقنط ولديه “لا حول ولا قوة إلا بالله”

  • 4/23/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مكة المكرمة، المدينة المنورة الشرق دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين إلى الإكثار من غراس الجنة، وهي لا حول ولا قوة إلا بالله وهو غراس لا يمكن أن يتصوره أحد مهما أوتي من قوة الخيال والتخيل ولا يمكن أن يحيط بشيء لا في يقظة ولا في منام. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم من المسجد الحرام إن نبينا صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به مرَّ على أبينا إبراهيم -عليه السلام- فقال: يا محمد مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله. وأضاف عجباً لمن يقنط ولديه لا حول ولا قوة إلا بالله، وعجباً لمن يقلق ولديه لا حول ولا قوة إلا بالله، وعجباً لمن استثقل شيئاً أو استبطأه وعنده لا حول ولا قوة إلا بالله ، مشيراً إلى أن ذلك هو التفريط بقضه وقضيضه. وأردف قائلاً إن هناك أقواماً يخطؤون مع هذه الكلمة العظيمة خطأين بينين أولهما أنهم يجعلون هذه الكلمة تقال في المصائب والمحن التي ينبغي أن يقال فيها (إنا لله وإنا إليه راجعون) وهذا خلاف ما دلّت عليه النصوص من موضع إيرادها، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وذلك أي أن كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس يقولونها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولونها جزعاً لا صبراً وأما الخطأ الآخر فهو إهمال بعضهم وتساهلهم في نطقها، إما جهلاً أو كسلاً فيقولون لا حول الله وفي هذا إخلالٌ كما لا يخفى، حيث لا تحمل إلا معنى النفي وحسب، وهذا خطأٌ ظاهر فالكلمة نفي وإثبات. وفي المدينة المنورة   أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي أن محبة الله من لوازم الإيمان، ولا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد لربه. والمحبة لا تحد بحد أوضح منها ولا توصف بوصف أظهر من المحبة وليس هناك شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده الذي لا تصلح الألوهية والعبودية والذل والخضوع والمحبة التامة إلا له سبحان، ومحبة الرب سبحانه شأنها غير الشأن فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها وفاطرها فهو وليها ومعبودها وليها وربها ومدبرها ورازقها ومميتها، فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح وسرور النفس وقوت القلوب ونور العقول، فليس عند القلوب السليمة أجمل ولا أطيب من محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه. وبيّن أن مقدار ما يستكثر المرء من حب الله بمقدار ما يشعر بلذة الإيمان وحلاوته ومن غمر قلبة بمحبة الله أغناه ذلك عن محبة غيره وخشيته والتوكل عليه فلا يغني القلب ولا يسد خلته إلا محبته سبحانه، وإذا فقد القلب محبة الله كان ألمه أعظم من العين إذا فقدت نورها والأذن اذا فقدت سمعها واللسان اذا فقد نطقه. وأوضح أن حقيقة المحبة أن تهب حبك من أحببته حتى لا يبقى لك منه شيء، وتسبق محبة الله جميع المحاب وتغلبها وتكون سائر محاب العبد تبعاً لهذه المحبة، التي بها سعادة العبد وفلاحه، مشيراً إلى أن المحبين يتفاوتون في قدر المحبة، لأن الله عز وجل وصف المؤمنين بشدة الحب له فقال تعالى (والذين آمنوا أشد حبا لله)، وهذا دليل على تفاوتهم في المحبة. ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن محبة الله تخرج من القلب كلما يكرهه الله، وتنبعث الجوارح بمحبة الله إلى الطاعات وتغدو النفس مطمئنة مستدلاً بالحديث القدسي (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها) فالمحب يجد من لذة المحبة ما ينسيه المصائب ولا يجد من مسها ما يجد في غيرها، ومحبة الله من أقوى الأسباب في الصبر على مخالفته ومعاصيه، وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضاؤه للطاعة وترك المخالفة، وإنما تصدر المعصية والمخالفة من ضعف المحبة وسلطانها. وقال الثبيتي إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم- من لازم محبة الله، فمن أحب الله وأطاعه أحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومن علامة محبة الله محبة أهل طاعته ومولاة أوليائه، وكل ما قويت محبة العبد لله في قلبه قويت هذه الأعمال.

مشاركة :