قرأنا في المحليات الأسبوع الماضي أن المركز الوطني للطب البديل والتكميلي التابع لوزارة الصحة حذر أو لنقل كرر تحذيره من مدّعي العلاج الشعبي الذين يمارسون العلاج بصورة غير نظامية، ويروجون لممارساتهم العلاجية من خلال رسائلهم الدعائية المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ووسائل الإعلام الأخرى، مستغلين حاجة المرضى للشفاء من خلال بيع الوهم لتحقيق مكاسب مادية. من بين ما قاله المركز في تحذيره ما راج أخيراً مثل استخدام المطرقة في علاج فقرات الظهر، وادّعاء علاج شعبي للفشل الكلوي، والعلاج بالطاقة وغيرها من الممارسات والادّعاءات العشوائية الخطرة التي لا يوجد لها أساس علمي يثبت جدواها، علاوة على أن مدّعي العلاج بها لا يحملون مؤهلات علمية معتمدة أو ترخيصاً رسمياً من المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، وقد يتسبب هؤلاء المدّعين بمضاعفات خطرة نتيجة ممارساتهم الخاطئة. ونعلم أن المختصين قاموا في السابق بمتابعة ورصد مدّعي العلاج بشكل مستمر، ويقوم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإيقافهم ومحاسبتهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم. غير أن لديّ قناعة بأن الجهود تذهب هباءً أمام قناعة الناس. فالذين يمارسون الدجل يملكون قدرة عجيبة في الكلام والشرح وتزيين علاج المطرقة (مثلا) والقدح بالعلاج العلمي المعتمد، والمريض ما عليه إلا الاستماع عن أشخاص جرّبوا المعالج ورأوا منفعة، فما عسى التحذيرات والمتابعة ورصد المشعوذين أن تفعل أمام طوفان الإغراء وقناعة المتلقين. والطب البديل معروف ومُقنن في الكثير من الدول، لكن الذين يمارسونه هناك لديهم الكفاءة والخبرة والاعتماد المهنى (نقابات) وربما لدى البعض الاعتماد الأكاديمي. أما عندنا فتكفي كلمة من هذا وأُخرى من ذاك ثم يشتهر مدعي المعرفة ويتقاطر عليه الناس. ثم لماذا لجأ المجتمع أخيراً إلى هذا النوع من العلاج؟ أرى أنه بسبب قلة الثقة أولاً، وبُعد المواعيد ثانياً، وغلاء الطب الأهلي والدواء. فقبل مطاردة الدجالين دعونا نتحقق من زوال مُعوّقات أخرى تقف في وجه حق المرء في الرعاية السليمة. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :