قال لي أحد ذوي المهن الطبية إن كلمة (تارجيت) – Target وصلت كمقياس على نتاج الطبيب أو الصيدلي الذي يستقدمه المستثمرون في مجالات الطب والعلاج. أي أن الصيدلي أو الطبيب عليه أن يُورّد الحد المطلوب سنويا. وأنه ما لم يصل إلى ذلك (التارجيت) فقد لا يُنظر في تجديد عقده. هذا – إن صح – أمر خطير ولا ترضى به أخلاق المهنة. فقد اقتنعنا أن تلك السياسة مُطبّقة في بعض المجالات، وفي مؤسسات تتعاطى توظيف رجال أو نساء مبيعات. لكن أن يصل هذا إلى الطب فالكارثة أوضح من الشك. على زجاج بعض الصيدليات تأتي تلك الاستفهامية. ويندرج تحت العبارة مجموعة كبيرة من العلل والأمراض وكل منها يُغريك بالشراء. تجد عبارة العجز الجنسي، وقد برع خطاطها في تنميقها، وجعلها السطر الأشد إشراقاً..! ينم عن أهمية العبارة (الفحولة). ثم تلقي اللوحة ضوءاً على أمراض أخرى كالأرق.. والتعب، وآلام المفاصل. ويحاول منتجو تلك الخلطات تركيز الانتباه بإعطاء الكبسولة اسماً برّاقاً، كالحبة السحرية...! الدواء المعجزة..! إلى آخره. وقد كتب الكتّاب وأهل الطب ببطلان مثل تلك الدعايات التي تدعو علناً إلى الضرر. والظاهر لي - حتى الآن - ان الجهات الرقابية في بلادنا لم تأخذ تلك الأمور بجدية ومسؤولية. أو انها لا تعلم ان الإعلان عن أي مستحضر ممنوع مهنياً وأخلاقياً في البلدان الأخرى. والسبب معروف هو احتمال تفاعلها مع أدوية أخرى وإلحاق الضرر بجسم مستعملها. خصوصاً من لديهم أمراض ويتعاطون وصفات طبية.. في الغرب لا يكتب لك الطبيب دواءً لا تحتاجه. أو بالأحرى ممنوع على الممارس. وحتى لو كان ذلك الدواء يمكن شراؤه بدون وصفة - فيتامين مثلاً - فهو يتركك تشربه دون أن يتحمل مسؤولية الوصفة المكتوبة. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :