العلاقات السعودية الأمريكية ورأس المال الثابت

  • 4/26/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتهت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرياض بعد أن التقى بالقيادة السعودية ثم الخليجية، وهو الاجتماع الثاني على مستوى القادة بعد اجتماع كامب ديفيد في مايو 2015 وسط اهتمام عالمي وإقليمي، وحديث عالمي عن الزيارة غالبه كان يُبالغ أو يتمنى وجود خلاف وتوتر واختلاف رؤى كبير بين المملكة ودول الخليج وبين الولايات المتحدة. نعم قد لا تكون العلاقات السعودية والخليجية الأمريكية كما يتمنى أصدقاء البلدين أو كما كانت قبل سنوات، لكن يجب قراءة الأمر بكل واقعية وموضوعية فالتغير الأمريكي الأساسي هو داخلي ولظروف تتعلق بالاقتصاد وظهور نخبه امريكية جديدة من أصول صينية وهندية ولاتينية وحتى إيرانية وهو تغيير انعكس على تقليل الاهتمام تجاه الخارج عكس ما كان اهتمام النُخب من الأصول الأوربية، ولا شك أن انتخاب الرئيس الأمريكي أوباما نفسه كان بداية تحول تاريخي ونفسي في السياسة الأمريكية تجاه العالم وهذا الأمر لا يخص منطقة الخليج وحدها، وهنا الكرة في مرمي دول الخليج والتى يجب أن تحول هذا التغير إلى فرصة وأن تحذر من الجهات التى تسعى لتضخيم أي سوء فهم او اختلافات سعودية –أمريكية ولا شك أن على رأسها اللوبي الإيراني داخل وخارج الولايات المتحدة. من وجهة نظر سياسية فإن هناك تطورات جديدة في العلاقات الثنائية والعلاقات الخليجية الأمريكية تتمثل في مأسسة العلاقات وتعامل واشنطن مع دول الخليج كمجموعة، وهذا اعتراف أمريكي بأهمية منظومة مجلس التعاون الخليجي حيث بدأت المأسسة بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزيرة الخارجية الأمريكية في 31 مارس 2012م، ثم بدء إطار رسمي للتعاون الإستراتيجي في القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية. وتأسيس منتدى التعاون الإستراتيجي بين مجلس التعاون والولايات المتحدة في المجال الأمني كمكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود ومكافحة القرصنة، والتعاون في المجالات العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والتحديات الإقليمية، تلا ذلك الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى التعاون الإستراتيجي في سبتمبر 2012 في نيويورك، ثم عقد منتدى الحوار الخليجي الامريكي للتجارة والاستثمار في يونيو 2013 فعقد المنتدى اللاحق في واشنطن يومي 12 و13 يونيو 2014. العلاقات السعودية الأمريكية علاقات تتخطى النفط وهي أكبر من الإدارات الأمريكية نفسها، والخلافات بين الرياض وواشنطن تظل طبيعية ويكفي مثلا معرفة كم عدد الطلبة السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة وكم نسبتهم مقارنة مع الطلبة السعوديين خارجها. العلاقات السعودية الأمريكية أكبر من الإدارات الأمريكية وطبيعي أن يكون هناك خلافات فبقاء العلاقات على طبيعتها هو الأمر غير الطبيعي. فأحداث 11 أيلول سبتمبر لم تؤثر بتلك العلاقات وبغض النظر عن حدوث نوع من الاختلاف في وجهات النظر في بعض الملفات. لكن ما يشاع عن وجود تحوّل واستدارة أمريكية كاملة غير صحيح. فالشرق الأوسط هو قدر أمريكي، وأي تغيير يبقى في الإطار الطبيعي ومن حسناته دفع المملكة للاعتماد على نفسها أكثر ومثال اليمن حاضر ولكن لا شك أن العلاقات سوف تستمر فلا غنى للمملكة عن أمريكا والعكس صحيح. من الناحية الإستراتيجية فالعلاقات السعودية الأمريكية ستظل أكبر من النفط وسابقة عليه. وحتى لو افترضنا واقعا يفترض أن أمريكا باتت في غنى عن البترول السعودي والخليجي، فسيظل ذلك عوارض وظواهر بل وحتى لو انتهى النفط فستبقى هذه العلاقات موجودة، ما دام الإسلام موجوداً والشرق الأوسط موجوداً. بعد أقل من 270 يوما سيغادر الرئيس أوباما البيت الأبيض وسيأتي رئيس جديد وإدارة جديدة، وسنتذكر أن أي خسارة في العلاقات السعودية - الأمريكية ستكون من الأرباح ولن تنال من رأس المال والذي سيظل كما هو رغم العواصف العابرة.

مشاركة :