عندما تكون محظوظاً ويقع بين يديك كتاب (( لوحاتي الحروفية )) للفنان المبدع (ناصر الموسى). وعندما تتصفح الكتاب قراءة ومشاهدة – مركزاً بخيالك في المعاني والدلالات بين الأسطر والجمل والكلمات.. مختزلاً بكلمات وحروف (الله أكبر – بسم الله – الشدّة وغيرها) ثم تشاهد اللوحة المعنية بالموضوع المكتوب (صورة – حركة – تشكيل – تكوين وغيرها) يأخذك ويحتويك إلى متعة المشاهدة لترى أنك أمام (عرض مسرحي) فيه الفكرة والهدف والمضمون والصورة البارعة المدهشة للعين بتكويناتها الحروفية والتي تحولت حركة وتشكيلات ودلالات (صور – مشاهد – لوحات). من ذكاء الفنان أنه أدخلك في هذا الجو العام وسحبك وسحرك لتكون مشاهد بارع أيضاً في التخيل والتمتع بالمشاهدة كما كتب لك في تفسيره ووصفه للوحة التي تشكلت أمامك الآن.. لا أبالغ عندما أقول ذلك (صورة بصرية – لنص بصري). عندما تركز في لوحة العمل الفني (اللوحة – العرض المسرحي) تلاحظ بأن هناك توازن بين الحركة والدلالة لها. أيّ بين الخط واللون (كما ذكر في الكتاب). والصورة البصرية المتشكلة أمامك تلاحظ (المفردة – الجملة المقدسة – الكلمة “الله أكبر”) هي المحرك والبطل المطلق في لوحات الفنان الموسى الذي يحرك الأحداث وتدور حوله الشخصيات بحركة متوازنة لتخلق لنا مساحة من المتعة البصرية وتحرضنا ذهنياً بالدلالة والمعنى لها. أدوار متبادلة بين كلمة (الله أكبر – بسم الله – الشدّة – الضمة – الحروف وغيرها) لتكون لوحة حروفية فيه المضمون والشكل كما هو العرض المسرحي وعناصره المختلفة للمشاهد (الجمهور) الذي تمتع بفرجه بصرية فيها التشويق والحركة والصورة والتوازن في الإيقاع العام للوحة التي خلقها الفنان لنا. عرض مسرحي دون مبالغة في ذلك (مشاهد – لوحات – دلالات) فيها، هنا تتجلّى لك براعة المبدع في شحنك بالطاقة الجاذبة للتمتع والتركيز وخلق المساحات الواسعة للتخيل والاندماج في روح العمل الفني وما وراءه من أهداف جميلة بالتذوق والمتعة والإبهار البصري للمشاهد الذي إذا لم يكن بارعاً ومدركاً.. لأن صاحب اللوحات تحداك في أن تكون بالمستوى المتخيل والمبتكر.. حرضك على أن تكون بمستواه متذوقاً حاذقاً لما أمامك من لوحات وقراءة تحليليه وصفيه لها. الجميل أيضاً للفنان المبدع (ناصر الموسى) محاولة التجربة بلوحة من لوحاته وهو استخدام التقنية والتصميم الإلكتروني – الهدف التجربة – لكنه يؤمن بالطريقة والأحاسيس التقليدية التي تجعله مبدعاً مندمجاً متداخلاً في لوحته بتكوينها وألوانها وحركاتها.. هذا الإحساس أو استخدام التقنية والآن الذكاء الاصطناعي. تجعل الفنان الحقيقي المبدع يتجرد من خياله وعقله وذكاءه ليفكر ويبدع عنه فنان آخر اِستعان به وفصله عن الروح والجسد اللتان تعطيان الفنان الحقيقي طاقة الإبداع من الفكر والعاطفة. أنا شخصياً كمخرج مسرحي لا زلت لا أؤمن بالتقنية الحديثة؛ لتفكر عني أو ترسم صورة أو خطة إخراجية لشكل العرض المسرحي. أؤمن بالاندماج الذاتي بيني وبين الفنانين وأدواتي المسرحية متعاملاً معها بطريقة مباشرة صادقة خلاقة.. لا يمنع استخدام التقنية بالشكل وتوظيفها في (المؤثرات الضوئية والصوتية وغيرها) لكن الإبداع الحقيقي وتكامل الشكل والمضمون يربطها رابط الإبداع المتكامل سواء اللوحة أو المسرحية، أو أي ّإبداع ثقافي فني ينبع من الإنسان إلى الإنسان لتزهر (اللوحة – العرض المسرحي – الرواية – الشعر وغيرها). من إبداعات الشأن الثقافي والفني.
مشاركة :