وطني تطاولت السنون ولم تزلْ ملقى بزاوية الوجود المُظْلِمِ أعداءُ مجدك ضاحكون فدعهموا يبكون، وارمهموا بخطبٍ مُظلِمِ هذان البيتان من قصيدة ألقاها الشاعر المرحوم عبدالعزيز المحمد المْسلّم، في حفل المسامرات الأدبية التي كانت تُقام ضمن النشاط الأدبي في كلية المعلمين بمكة المكرمة في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي. وكأني به صوّر الوطن مُلقى على رصيف الإهمال، متلحّفاً بأسمال تقذفها إليه أيادي المارة. أقول إن أهل هذا الوطن لم تكن تنقصهم الإرادة في حبّ رفعته (رفعة شأن الوطن) وجعله في مصاف أو أرفع من دول سبقتهُ واستنارت دربها، بعد أن كانت تردّت في ظلام الجهل والنسيان، دليلي على هذا هو همة ونفحات عاطرة سمعناها عبر أخبار الوطن يوم الإثنين 25 أبريل الحالي. ودليلي الآخر أن أهل هذا الوطن (بدليل بيتي الشعر) كانوا لا تنقصهم الرؤية الوطنية لرفعة شأن الوطن واحتضان أهله من على رصيف الدمع. وهذا ما أُعلن في أبريل. فبوركت القيادة، وبورك هذا الشهر الربيعي المُفعم بنيات الخير، إلى جانب نفحات ربيعية، جاءت مُختالة ضاحكة. والذي استوحيتهُ من الأخبار أن جوهر التحوّل هو جزء من خطة وطنية طموحة يتم فيها التحول من دولة بترولية إلى دولة استثمارية بمعايير مختلفة، وقد انطلق البرنامج من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بعد عقد عدة لقاءات موسعة مع خبراء في الاقتصاد وعدة شرائح في المجتمع، وفي النهاية خرج البرنامج مستهدفًا قياس أداء الأجهزة الحكومية السعودية من خلال 551 مؤشر قياس يعنى ب 17 مكوناً رئيسياً يستهدفهم البرنامج التنموي. وقرأنا أن في مقدمة هذه المكونات الأكثر بهجة هو التعليم والصحة والإسكان والبنى التحتية، وقد حدد البرنامج العام 2020 موعدًا لقياس مدى فعالية البرامج المطروحة في كل قطاع من هؤلاء، مع الأخذ في الاعتبار أن البرنامج يعطي الدور الأكبر للقطاع الخاص مع عدم تغافل رفع الكفاءة الحكومية للقطاعات المختلفة. ثم إني قرأت أموراً لم تُكتب بالحبر الأسود لكنها موجودة في حنايا صدور من صمموا تلك الخطط، وهي التخلص من فساد الإدارات، التي يفسرها العالمون بأنها مثل من يستلم الموزة لنفسه ويرمي الفاسد منها (مع القشر) للبنية الأساسية للوطن. إن شاء الله لن يطول جلوسك على رصيف الدمع يا وطني. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :