يروي المصور البرازيلي سيباستيو سالجادو حكاياته بعد 25 عاما من كارثة حرائق آبار النفط في الكويت التي وثقتها عدسته مع حكايات الأبطال الذين شاركوا في إطفاء تلك الحرائق والحالات الإنسانية التي خلفتها تلك الفاجعة من خلال معرضه الشخصي الأول في المملكة، الذي أقيم مساء أمس الأول بقاعة حافظ جاليري بجدة. وعن المعرض قال الفنان التشكيلي أحمد ماطر: سيباستيو سالجادو بدأ التصوير في الثلاثينات من عمره، ولكن من خلال التزامه وحرصه على هذه الهواية أصبح محترفا ومهووسا بها، أما مشاريعه التي استمرت لسنين صورت بشكل جميل الجانب البشري من القصة العالمية، فغالبا ما تتضمن (الموت، الدمار، أو الخراب)، فيما يخبرنا هنا في هذا المعرض قصة شخصية عميقة عن الحرفة التي كادت تنهي حياته، ويرينا صورا حابسة للأنفاس عن عمله الأخير جينسيس (التكوين أو الخليقة بالعربية) الذي يوثق الناس والأماكن المنسية في العالم، ولأول مرة يلتقي ابن الغابات المطرية في البرازيل بصمت الصحراء العربية، أثناء إطفاء آبار البترول في حرب الخليج الثانية. و قال المصور الفوتغرافي عادل القريشي إن المصور البرازيلي سيباستيو سالجادو تمكن من خلال عينه الثاقبة وإحساسه المرهف من إظهار الجمال من رحم القبح، واكتشاف العبر في نظرة الأمل، وتسجيل الضوء في غياهب الظلام، حيث تخطى سيباستيو في هذا المشروع حدود البشرية إلى ما هو أكبر (الحياة من المحيطات إلى الغابات والوديان والحيوانات وأخيرا البشر)، واستطاع بعدسته رواية قصة الخلق بكل جمالها وجمعها في كتاب واحد.
مشاركة :