إذا كنت لا تملك ذلك الشعور الداخلي الذي يدفعك نحو السمو فلا تنتظر حدوث تغيير مهم في حياتك ، اغمض عينيك قليلاً وحاول الغوص بعيداً في أعماقك ، وابحث بتأن عما تثق بأنه سيمنحك القوة الكافية لتسمو وتتألق وتطفو على السطح ، لا تجعل مفرزات بيئتك الجافة تحرمك لذة انهمار المطر ، ولا تصغ كثيراً لمجتمعك كلما لاحت لك فرصة للتحرر من قسوته ، دع هيكل تجربتك الفاشلة خلفك واحمل في يمينك روحها لأنك بلا تلك الروح لن تستطيع أن تبعث في نفسك أي تجربة أخرى. إننا جميعاً بحاجة لكل روح باعثة للتفوق على مصاعب الحياة وأهمها على الاطلاق مشاعرنا التي تتوارى خلف آمالنا وتندس بين تطلعاتنا مترقبة لأدنى قشة من إرادة ، وترنو لأي ذرة من عزيمة ، لتثور على كل قبيح في نفوسنا ، وكل تخاذل في طاقاتنا وقدراتنا ، محررة فينا كل منابع الجمال. من دون الجمال الداخلي لن تهفو نفسك للعلم والعمل.. ولن تتزحزح مطلقاً عن الفشل..ولا تغدو نفسك تواقة للنور ، بالجمال الروحي لن تشعر بخيبة الأمل..ستظل متأملاً راجياً مبتهجاً رغم كل شيء. الجمال الداخلي هو ما يجب أن تبحث عنه في كل مرة تغمض فيها عينيك ، إنه ما يكمن في ” طهارة الروح ” كما يقول مصطفى محمود ، فالذي لا يتمتع بروح طاهرة لا يمكن أن يعتذر أو يصفح .. لأن القبح يمنعه، ولا يمكن أن يترفع أو يتنزه لأن القبح يقيده ، فقط أصحاب الأرواح الطاهرة من يبصرون طريقهم في الظلام . ولا يتيهون عن الحقيقة مهما تلبدت سمائها بالأراجيف والخرافات ، ولا يرتكنون للخوف والوهم والقلق ، يقبلون على التغيير للأفضل بثقة وثبات مهما عاندتهم الظروف. @ad_alshihri adalshihri@gmail.com
مشاركة :