قَبل عَقدين مِن الزَّمن، لَاحظ أحد رُؤسَاء التَّحرير؛ أنَّ النّاس حِين يَقفون عِند الإشَارة يَعبثون بأنُوفهم، أو "يَسرحون" أو يَغيبون عَن المَشهد، لذلك اقترحَ أنْ تُوضع بجوَار كُلّ إشَارة سَمّاعة كَبيرة؛ يَصدر مِنها قُرآن كَريم، حتَّى يَخشع النّاس عِند الإشَارة، ويَتدبّروا كِتَاب الله..! لَن أُعلِّق عَلى مَا كَتبه رَئيس التَّحرير، فهو حرٌّ برَأيه، كَمَا أنَّني حُرٌّ برَأيي، ولَكن فِكرة التأمُّل عِند الإشَارة جَعلتني أستَحسن الفِكْرَة وأُطبّقها، وهَكذا صِرتُ كُلَّما وَقفتُ عِند إشَارة، بَدأتُ أتَأمّل هَذه السيّدة الحَمْرَاء، التي يَقف الجَميع احترَاماً وتَقديراً لَها، وخَوفاً مِنها، خَاصَّة في وجُود زَوجها السيّد القَاهِر "سَاهر"، ذَلك الرَّجُل "الموسوس"، الذي يَرصد بكَاميراته أي حَركة مَريبَة..! أمَام السيّدة الحمرَاء أقف احترَاماً، وأتذكَّر أنَّ قَاضياً بريطَانيًّا سَألوه قَائلين لَه: مِن أين تَعلّمت العَدل..؟! فقال: تَعلّمته مِن الإشَارة الحمرَاء، التي تُعامل النَّاس بدَرجة وَاحدة، وكأنَّهم أسنَان المِشط، حَيثُ يَقف عِندَها الوَزير والغَفير، والعَبد الفَقير والعَامِل الأجير..! عِندَما أقف أمَام السيّدة الحَمرَاء - وأعني بهَا الإشَارة- أقف مُتأمِّلاً جَمَالها، وشمُوخها، وتِلك السَّاق التي تَحملها، حَيثُ يَتحوّل اللّون الأحمَر مَع التَّأمُّل إلَى اخضرَار، قَائلة لِي - بَعد أنْ تَمنحني اللّون الأخضَر-: تَفضَّل يا "أحمَد"، ادخُل إلَى قَلبي، فدَربُك أخضر..! سَألتُ السيّدة الحمرَاء: لِمَاذا يَحترمك النَّاس..؟! فقَالت: يَا "أحمَد"، النّاس يَحترمون العَادِل والمُنصف، وأنَا مِن تِلك الطَّائفة التي تُحبّ العَدل، مَا لَم يَعبث بِي العَابثون، وعَدلي هَذا لَم يُطبّق بسَلام، لأنَّك تَعرف أنَّ العَدل يَحتاج إلَى قوّة وصرَامة في التَّطبيق، وهَذا مَا يَفعله زَوجي العَزيز "سَاهر"، الذي يَسهر ويَتفقَّد أحوَال الرَّعية، ليَرصد كُلّ مُخَالف، ويَصيد كُلّ مُتجاوز..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، تَأكَّدوا أنَّ كُلّ شَيء في الحيَاة؛ مِن المُمكن أن يَكون مَادة للتَّأمُّل والتَّدبُّر، ومَا حَديثي مَع السيّدة الحمرَاء إلَّا مِن هَذه التَّأمُّلات، المُثيرة للذّكاء والغبَاء..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :