التسويق «فكرة» وكلما مالت إلى «الجنون» أصبحت أكثر تأثيرًا ووصولًا، فلم تعد الأفكار التقليدية مجدية في الترويج عن أي منتج، ومن أوجه التسويق الجديدة ما يكون «غير مقصود» أو يأتي بصفة «التسويق السلبي»، وهنا يحقق أصداءً لا حدود لها ونجاحًا «غير متوقع» دون أن تمس موازنة البند، لكن قد يخلّف خسائر أيضًا كبيرة. بعض النجوم في مختلف مجالاتهم أصيبوا بحمى «التفاعل» ويرفضون أخذ دواء يرد لهم عافيتهم «العقلية»، فأصبحوا يبحثون عن النجومية في غير ملعبهم، تجد لاعب كرة قدم يفتح بثًا في منصة تواصل اجتماعي ويتعارك مع المتابعين، وآخر يغرد ليس خارج السرب بل إنه أزعج أسرابًا من المتابعين، وفنانًا يرد بعبارات غير مهذبة وبعيدة عن الأخلاق العامة عبر حساباته الشخصية، فباتت تلك ظاهرة ووسيلة إعلامية لمن لا وسيلة أو حيلة له. اللاعب الدولي فهد المولد يصاب في حادث عرضي فيخرج زميله نايف هزازي يتذكر الخلاف السابق بينهما ويسبح عكس تيار الدعوات المستفيضة له، قبل أن يدعو له مستدركًا بالشفاء، وفي اليوم ذاته يتعارك مع أحد المتابعين على الهواء في مشهد أشبه بالتسويق «السلبي» لحساباته الشخصية لكنه غير مدرك بأن نجوميته «الوقتية» التي يحققها تسحب من رصيد نجوميته كلاعب بل تجعل حسابه بالسالب.. وحمى التفاعل والتسويق «المزعج» لم تصب هزازي بمفرده، بل انتقلت إلى الفنان عايض والفنانة داليا مبارك، فسجلا تراشقًا عبر حساباتهما الشخصية يترفع عنه العقلاء في الوسط الفني والمتابعون، وبعض الردود بعيدة عن مرمى الأدب والأخلاق الرفيعة. ما ارتكبه عايض وداليا اعترف الأول بأنه سوّق لألبومها خير تسويق من خلال اشتعال فتيل الخلاف فكانت المستفيدة منه، لكن عايض لا يدرك بأنه يخسر الكثير من المتزنين في الوسط الفني بتصرفاته الغريبة عبر حسابه الشخصي، فالنجم في أي مجال لا يملك حسابه بل هو ملك لجمهوره وعليه أن يتصرف وفقًا لذلك ويبتعد عن إدارة حسابه إن لم يكن على قدر كافٍ من الوعي والإدراك.. البعض من نجومنا لا يحتاجون إلى شركة علاقات عامة تدير حساباتهم الشخصية، بل يحتاجون إلى صحافيين مهنيين يكونون مستشارين حقيقيين وصادقين يعرفون كيفية السيطرة عليهم وتزويدهم بالمحتوى اللائق والمناسب لهم بعيدًا عن المهاترات والتراشق المزعج.
مشاركة :