أستغربُ إصرار الاتحاد العراقي لكرة القدم على لعب منتخبنا أمام المنتخب العراقي ضمن تصفيات كأس العالم.. في إيران، رغم الظروف الإقليمية التي جعلت الاتحاد الآسيوي يُقرّر عدم لعبنا هناك!. وأستغربُ أيضًا تلهّفه على لعبنا في إيران أكثر من لعبنا في العراق نفسه الممنوع من استضافة المناسبات الرياضية بسبب الوضع المضطرب الذي تُعاني منه بلاد الرافديْن!. وليس هذا بيت القصيد، بل الوُدّ والتكامل في كلّ شيء بين الجهات العراقية الرياضية وغير الرياضية وبين إيران، وكأنّ المسؤولين العراقيين الحاليين مُتعبون من العروبة، ويريدون الانسلاخ منها كما تنسلخ الحيّة من جلدها في البريّة!. وسبحان الله، إذ كأنّ نزار قبّاني تنبّأ بهذا التعب منذ عقود، فقال: ولولا العباءات التي التفّوا بها.. ما كنتُ أحْسَبُ أنّهم أعرابُ!. وهكذا يُسجِّل ديوان التاريخ العربي أنّ هؤلاء المسؤولين أضافوا نوعًا ثالثًا للعرب العاربة والمستعربة، هو العرب المُتْعَبَون من العروبة، والفارّين منها بأرواحهم وأبدانهم لحُضْن غيرها، والارتماء فيه!. يقول المُفكِّر العراقي مازن الرمضاني: إنّ الاحتلال الأمريكي للعراق كان منعطفًا حاسمًا في تاريخه، إذ انتقل من دولة مستقلّة، ومستقرّة، وعربية الاتّجاه، إلى دولة فاقدة للسيادة، لا يعترف دستورها بانتمائها للأمّة العربية، وواقع سياساتها الداخلية والخارجية أصبح يُصنع في إيران!. وقد صدق الرمضاني، ويظهر هذا ليس في أكبر الأمور وأخطرها فحسْب، بل في أقلّها شأنًا وأصغرها مثل كرة القدم!. ووضْعُ العراق الآن مثل وضعه عندما احتلّه الإنجليز عام ١٩٢٠م، مع اختلاف المُحتلّ، وقال عنه آنذاك معروف الرصافي: علَمٌ ودستورٌ ومجلسُ أمّة.. كلٌ عن المعنى الصحيحِ مُحرّفُ!، من يقرأ الدستورَ يعلمُ أنّه.. وِفْقًا لصكِّ الانتدابِ مُصنّفُ!، وأنا أقول: واأسفاه على العراق!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :