ما ورد في الصحف الغربية من صحيفة فايننشال تايمز العريقة وصحيفة لو موند الفرنسية ان السعودية و مجموعة أوبك بلاس تخلت عن سعر نفط الهدف بمئة دولار ليس دقيقا . فرغم انه من المؤكد أن جميع دول أوبك تتمنى أسعار نفط بمستويات اعلى مما هي الآن حيث سعر برميل البرنت في لندن يتراوح بين ٧٠ الى ٧١ دولار لم تتخل أوبك بلاس حسب مصادر من المجموعة مثلما قيل عن نظام حصص الإنتاج مقابل استعادة حصتها من السوق وذلك بالإشارة لى السعودية. ذكرت معلومات صحفية أن السعودية وهي أكبر منتج للنفط في أوبك مستعدة للقبول بأسعار نفط منخفضة من أجل زيادة انتاجها لتستعيد حصتها من السوق النفطية مشيرة الى نوع من بداية لحرب الأسعار مع منتجين آخرين من خارج مجموعة أوبك بلاس . أوبك بلاس بقيادة السعودية وروسيا كانت اجلت العودة عن التخفيض الإنتاجي الطوعي بـ ٢،٢ مليون برميل في اليوم الى ديسمبر بسبب القلق على بعض التراجع في الاقتصاد العالمي والطلب على النفط وتخوفت أوبك بلاس من وجود فائض نفطي في الأسواق لذا اجلت الزيادات المرتقبة الى ديسمبر . سيبحث التحالف غدا في أوضاع السوق ويقرر على ضوئه ما ينبغي القيام به، فأوبك تنظر دائما إلى عوامل السوق كي تأخذ قراراتها ولا تبنيه على سعر هدف كما أشارت هذه الصحف علما بأن جميع الدول المنتجة للنفط لا تتمنى انخفاض سعر نفطها لحاجات موازناتها. إن قرار تأجيل الزيادات الإنتاجية إلى ديسمبر مبرر من عدم اليقين لوضع الاقتصاد العالمي خصوصا اقتصادات الأولى والثانية في العالم الولايات المتحدة والصين . رغم الحرب الإسرائيلية على بيروت على معقل حزب الله وقتل أمينه العام حسن نصرالله لم يؤثر تصعيد الحرب الإسرائيلية الى لبنان في رفع أسعار النفط . سبب ذلك أن أسواق النفط مشبعة والحقول النفطية الليبية ستعود إلى الإنتاج بعد أن توقفت بسبب الخلاف بين حفتر وحكومة طرابلس وقد تم الاتفاق على عودة الإنتاج . فإنتاج ليبيا بمستوى ١،٢مليون برميل في اليوم وكان انخفض إلى ٤٥٠٠٠٠ برميل في اليوم في نهاية اغسطس بعد أن أقال رئيس حكومة غرب ليبيا الدبيبة رئيس البنك المركزي الليبي . تخوف تجار أسواق النفط منذ بدئ الحرب الإسرائيلية من انقطاع بالامدادات خصوصا بعد تدخل الحوثيين في اليمن لاستهداف الناقلات النفطية في البحر الأحمر لكن أسعار النفط لم ترتفع وبقيت بالمستويات نفسها خصوصا ان المتعاملين في الأسواق أدركوا أن إيران وهي منتج كبير في أوبك لن تدخل في الحرب المباشرة مع إسرائيل . خبرة وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان طويلة بدراسة ومراقبة عوامل السوق النفطية، فالأمير ليس جديد على قطاع النفط إذ إنه بنى تدريجيا خبرته في القطاع منذ تخرجه من جامعة الضهران حتى توليه مناصب عدة في وزارة نفط بلده حتى توليه بعد خبرة عقدين في الوزارة منصب وزير اكبربلد نفطي في المنظمة . هو مدرك تماما أن أساس تحرك منظمة الأوبك مبني على عوامل السوق وأن ليس بالإمكان تحديد سعر هدف بل المحبذ بناء سياسة تنظيم الإنتاج على أساس عوامل السوق العرض والطلب مع الحرص دائما على حماية سعر النفط وعدم تركه ينزلق إلى مستويات مسيئة لموازنات جميع دول منظمة أوبك ليس فقط الغنية من بينها بل جميع دول المنظمة . إن مشكلة الأوبك بلاس الآن أن إنتاج الولايات المتحدة أكبر اقتصاد عالمي بلغ مستوى مرتفع جدا وهناك انتاج متزايد من غويانا والطلب على النفط من الصين وهو المستورد الأول للنفط في العالم مستقر ليس هناك نمو في الطلب الصيني . لكن المشكلة أيضا أن بعض أعضاء أوبك وأوبك بلاس أوقفوا التزامهم بالتخفيض الطوعي لانتاجهم من بينهم العراق وكازاكستان . نظرا لكل هذه التطورات على صعيد الاقتصاد العالمي والطلب الصيني وبقاء أسعار النفط بمستوى يتراوح بـ ٧٠ دولار هل تختار السعودية اكبر منتج للنفط في اوبك استعادة الحصص الإنتاجية التي كان تم تخفيضها في ديسمبر . إن وضع العرض والطلب في السوق النفط العالمية سيكون الأساس لقرارات أوبك .
مشاركة :