هياط من نوع فاخر!

  • 10/14/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل القيم والأخلاق والعادات والتقاليد مرتكز حيوية المجتمع السعودي؛ إلا أن إنه من المؤسف ما يُلاحظ اليوم من انحراف في مسار تلك العادات لتصبح مساقات للكبر المقيت والتوشح بأثواب الزور والبهتان، وتمشيخ الصغار على الكبار، والعبث بالنعم والاعتداء عليها بالهدر والتبذير، والإسراف غير المبرر والمستهجن شرعاً وعُرفاً وعقلاً، والمفاخرة والخيلاء تحت ذريعة الكرم الزائف. وبمباركة من بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، والعبث بذريعة الاحتفاء والترحيب غير المقبول، والمبالغة في المديح الكاذب ودفع المبالغ الطائلة لبعض الشعراء ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بإحياء نعرات الجاهلية وتطول القائمة وتعدد المظاهر مما هو في الأصل دخيل على قيمنا ومجتمعنا وأعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا، والتي تسهم في تقويض بنيان المجتمع وتماسكه. وللحد من انتشار هذه الظواهر الدخيلة والسيئة تبرز أهمية دور الأسرة في توعية أبنائها، والحد من المقاطع والشيلات المغذية للتفاخر والعصبية المقيتة المنتنة، ليأتي بعد ذلك دور أعيان المجتمع ومشائخه، والمربون والمعلمون في إيجاد القدوات الشابة النيرة والفاعلة في مجتمعهم ودعمهم لتوسيع دائرة أثرهم. ويتأكد كذلك دور الجمعيات الأهلية التنموية في المجتمع في تبني البرامج التوعوية والإرشادية باستخدام أساليب ومنهجيات توعوية ابتكارية، والتركيز على تعزيز مكارم الأخلاق وجميل العادات والتقاليد لدى مجتمعنا السعودي، والعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الأمنية في استصلاح المخالفين والمخالفات، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم لتكتمل المنظومة ويسير المجتمع نحو مستهدفات رؤيته الوطنية الفريدة لإبهار العالم بالمنجزات والمبتكرات في مختلف المجالات. وأخيراً يأتي دور المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية في دراسة تلك الظواهر وأسبابها والحلول المناسبة لهم، ولدعم صنع القرار للحد من انتشارها في أوساط المجتمع، كما يتأكد دور وزارة التعليم بمختلف أفرعها التعليم العام والجامعي والتعليم الفني والتدريب التقني باعتبارها الجهة المعنية بصناعة الجيل ورعايته وإعداده من خلال تنفيذ البرامج التوعوية والمناشط المعززة للقيم والأخلاق، وإجراء الجلسات الحوارية داخل أروقتها لمناقشة تلك الظواهر وإشراك الطلاب والطالبات في عملية المعالجة لها وتفعيل أدوراهم -باعتبارهم رأس المال البشري للدولة أيدها الله تعالى- في التوعية والتوجيه لأقرانهم وذويهم، والتأكيد على المعلمين والمعلمات بضرورة تجسيد القدوة الصالحة للطلاب والطالبات. العلم يدرك بالبصائر والأعمال تدرك بالأبصار. @mesfer753

مشاركة :