ليس هناك ما هو أسوأ من أن تعيش على الوهم، وليس هناك أسوأ من نتائج عمل من يتخبطون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، خصوصا عندما يتعلق الأمر بآلاف العشاق والمحبين. إدارة الأزمات فن تفتقده بعض أنديتنا الرياضية خصوصا تلك التي ترزح تحت ديون لا أبالغ إن قلت إنها تقترب من ربع مليار، وعشرات الشكاوى لدى الفيفا تتعلق بمستحقات لاعبين ومدربين. عندما تكون هناك أزمة مالية فإن أول الحلول البديهية التي تتبعها دول وشركات كبرى تبدأ بتقليل النفقات والبحث عن مصادر لزيادة الدخل لكن بعض أنديتنا ما زالت تمارس نوعاً من «الهياط» الفاخر والبذخ والاستعراض باستقطاب لاعبين من أندية أوروبية شهيرة بمبالغ كبيرة تساهم في تضخم تلك الديون دون أي فائدة فنية منعكسة وبغض النظر عن تأقلمهم من عدمه فإنهم سـ«يفقعون» كما فقع غيرهم بسبب عدم تسلمهم لمستحقاتهم ولسان حالهم يقول لـ«الفاقعين» الأوائل: أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. هذا الاستعراض يرفع رقم المديونيات في حين لا يقابله عمل استثماري يساهم في زيادة الدخل وهذا جانب آخر تفتقده أغلب الأندية وأقرب مصادر الدخل هي الرعايات التي لم تنجح بعض الأندية في تسويق منتجها الرئيس وأعني به النادي. عندما تكون مسؤولاً في ناد كبير له اسمه داخل المملكة وخارجها ثم لاتستطيع أن تجلب له رعاية بما يتوازى مع اسمه فخططك التسويقية وقناعاتك بحاجة للمراجعة وعندما يحقق ناديك رقما صعبا في الحضور الجماهيري ويمنحك الفرصة لتسويق النادي بسهولة كونه أثبت للشركات مدى شعبيته الجارفة ومئات الآلاف من العشاق الذين يقفون خلفه ثم تأتي برعايات لا تغطي راتب لاعب محترف واحد فأنت جلبت راعياً للاعب ولم تجلب رعاية للنادي وعليك إعادة حساباتك والتوقف عن إطلاق المواعيد حتى لا تصبح «عرقوب» الرياضة الجديد. بما أن النفقات تتضخم والإيرادات لا تكاد تذكر فالحل أن لاتفكر في لاعبين «سوبر» اجلب لاعبين مميزين بمستوى جيد وكلفة أقل، السومة وجهاد الحسين وإلتون مثالاً، نافس مؤقتاً على بطولات النفس القصير ليكون النادي حاضراً في سجلات الأبطال واجعل تركيزك على حل المعضلة المالية أولاً حتى تنهيها ثم اجلب من تريد ونافس على كل الأصعدة أما إذا بقي الحال على ما هو عليه فالديون ستتراكم والنجوم سـ«تفقع» والبطولات ستذهب للغير وإني لكم ناصحٌ أمين.
مشاركة :