رجل الأمن.. زهرة على خد الوطن | عبدالرحمن عربي المغربي

  • 5/8/2016
  • 00:00
  • 80
  • 0
  • 0
news-picture

بعد كل ضربة استباقية ناجحة تقصم ظهور التنظيمات الإرهابية، وتقضي على ذيولهم في جحورهم وعلى مخططاتهم، يعود رجل الأمن إلى واجهة الأحداث من جديد، بميلادٍ مدوٍ مُغاير لميلاده الحقيقي للدنيا، إنه ميلاد يُولد معه أمن وطمأنينة واستقرار للوطن، وما أن ينتهي رجل الأمن من أداء مهمته الوطنية بنجاحٍ وتضحية مُغلَّفة بالحب، تجده يقف بين يدي الله خاشعًا، يُصلِّي ويحمد الله أن منحه هذه الفرصة الوطنية، ليزرع على خد الوطن زهرة، وعلى ثغره ابتسامة، ويلحف جسد هذا الوطن بتضحيةٍ شاسعة أكبر من الصحاري والهجر والمدن، وأصلب من الجبال، وأثمن من الكنوز، وأعمق من حدود الأرض، وأنقى من بياض السحاب. وزارة الداخلية وفي إطار متابعتها المستمرة لأنشطة الفئات الضالة، تُوجِّه صفعات متتالية على وجه كل مَن تُسوِّل له نفسه التخطيط أو المساس أو الإخلال بأمن الوطن الغالي، وتحاول أن تُعيد أبناء الوطن الضالين إلى جادة الصواب من خلال برامج الإصلاح المكثفة، ومنحهم فرصة أشبه بفرصة العودة للحياة بعد رحلة موت مُفاجئة عاد بعدها النبض إلى قلوبهم، وهي في ذلك تُشبه الأم الحنون في رعايتها واحتضانها لابنها العاصي، ولكن المؤلم أن يعود بعض هؤلاء -بعد ذلك- محاولاً بث سمومه، وعندها يُصبح الخيار الوحيد والصعب أمام رجال الأمن تقليم أظفارهم، إما بالقبض عليهم، أو أن تكون القبور مستقرًا لهم. مُؤخَّرًا استعرض المُتحدِّث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي خلال ندوة التطرف الفكري والإرهاب -والتي نظمتها جامعة الملك سعود- الأساليب التي تلجأ إليها المنظمات الإرهابية لاستدراج الشباب للانضمام إليها، وتنفيذ أجندتها، وتحقيق غاياتها، سواء في تنفيذ الأعمال الإجرامية داخل البلاد أو السفر للمناطق المضطربة، وأن الجماعات الإرهابية تنتهج 5 أساليب، لمحاولة تجنيد الشباب السعودي لها، منها اللجوء لتشكيك الشباب في جهود الدولة لمناصرة القضايا الإسلامية، والشعوب التي تُعاني من ويلات الحروب في أماكنٍ مختلفة من العالم الإسلامي، واتهامها بالتقصير في خدمتها للإسلام والمسلمين، إضافة إلى استهداف المرجعيات الشرعية، والتشكيك في نواياهم وخدمتهم للشريعة الإسلامية، وإقناعهم بأن تلك الرموز الدينية تسعى لكسب رضا الدولة على حساب الدين الإسلامي الحنيف، ونبه إلى أن وزارة الداخلية بذلت جهودًا كبيرة لمكافحة الإرهاب منذ ظهور بوادره في المملكة، وأدركت أهمية مواجهة هذا الفكر بالفكر، مستمدة مقولة الأمير نايف -رحمه الله- المشهورة: «إن مواجهة الفكر لا تتم إلا بالفكر»، حيث حرصت الوزارة بالتعاون والتنسيق مع كافة جامعات المملكة على تفعيل البحث العلمي لمواجهة هذا الفكر، ومنها إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وتطوير برامج المناصحة والرعاية التي ساهمت في عودة عدد كبير من المغرَّر بهم إلى جادة الصواب والوسطية. * رسالة... مسؤوليتنا مُكمِّلة لمسؤولية رجال الأمن، فالبيت والمدرسة والحي، عليهم حماية كيان الشباب من التغرير والتغريب، حتى لا يضيعوا، وتضيع معهم آمالنا. maghrabiaa@ngha.med.sa

مشاركة :