أسّس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الدولة السعودية، هذا البلد والوطن المعطاء، وبَذَلَ -يرحمه الله- الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وهي أمانة في أعناقنا، وعندما يسيل الدم بغير حق، مثل ما يفعل هؤلاء الذئاب الضالة، فهي معركة ثانية من معارك التوحيد، والتي تَعلَّمنا دروسها من الملك عبدالعزيز المؤسس، وأول هذه الدروس أن النصر مع الصبر، وأنه مَن ينصر الله يَنصره، ومن هذا المنطلق، فالوحدة الوطنية هي التي نجحت في تفتيت مخططات الإرهاب، التي تسعى حتى تنال من وحدة الصف والتحريض البغيض، ولكي ينالوا من تماسكه، وهي محاولات مكشوفة، يستهدفون بها أمن الوطن ووحدته، وزعزعة كيانه، فليعلموا أن الوطن هو أهم من أرواحنا.. ويذكر التاريخ أن الملك عبدالعزيز قد انتصر نصرًا كبيرًا في معركة الشنانة، وأنه عندما انتهت المعركة أعطى الغنائم لأصحابه، وهكذا هم القادة العظماء دومًا، يبحثون عما هو أعظم وأهم وأغلى، يبحثون عن الوطن. ولاشك أن الحادث الإجرامي الذي وقع في مسجد الرضا في محافظة الأحساء، وهذه المحاولة القذرة، أعطت البرهان على يقظة رجال الأمن، الذين نقف لهم تقديرًا واحترامًا، وأوضحت أن أبناء الوطن يساهمون مع رجال الأمن جنبًا إلى جنب في مكافحة هذا الفكر الضال. كلمات إمام وخطيب المسجد الحرام المهذب الدكتور صالح بن حميد، كان لها وقع جميل، يقول: من قلة الدين وضعف الديانة الجرأة على حرمات الله واستهداف بيوت الله، والدين الإسلامي يُحرِّم ويُجرِّم الاعتداء على دور العبادة من جميع الديانات.. وأوصى الدكتور صالح بن حميد أهل الفكر والعلم؛ والرأي والإعلام بزيادة نشر الوعي، وترسيخ معاني الوحدة، والفقه الصحيح والوسطية والاعتدال، والاعتبار بالفتن التي ابتلي بها من ابتلي من البلدان والجيران، فمزّقت وحدتهم، وفرّقت مجتمعهم، وشتَّتت أُسرهم، ومكّنت أعداءهم، وعاشوا في فوضى وقلاقل، وشدة من العيش والخوف.. فضلا عن أنها مكّنت جماعات الإرهاب والإرهابيين منهم.. انتهى. نعم، ماذا يريد دعاة الفتنة؛ الذين يعيشون في دائرة الدين المنغلق الذي يعتنقونه، ويظنون أنهم على صواب.. تعشعش في عقولهم أفكارٌ هدامة، وهم يَحسَبُون أنهم يُقدِّمون عملًا صالحًا.. وهكذا يمتلئ الأرشيف التاريخي بضبابية فكرهم، وقذارة فعلهم. ولو بحثنا في جوهر العديد من القصص والأحداث الإرهابية، لاكتشفنا كذبهم وزيفهم، فهم يعتقدون -بفكرهم القذر، مثل ما تدّعي المنظمات الإرهابية ومن دخل في أجوائها من المفسدين- أنهم على حق، وليس لتصرفاتهم من تصنيف سوى أنها تدخل في دائرة الجنون والارتباك. في النهاية، المواطن هو رجل أمن بدرجة امتياز، ويثبت ذلك المواجهات مع الإرهاب. maghrabiaa@ngha.med.sa
مشاركة :