معانٍ ومبانٍ في التحول الاقتصادي | سعيد محمد بن زقر

  • 5/9/2016
  • 00:00
  • 97
  • 0
  • 0
news-picture

للسيد (باولو قالو) رئيس الموارد البشرية بالمنتدى الاقتصادي العالمي استنتاجٌ شهير وهو : المعاني الحقيقية ليست في الإجابة على ماذا سننجز ومتى سننجزه بقدرما هي في لماذا ننجز وكيف سننجز ؟ وفي ظل إعلان المملكة لأهداف خطة 2030 للتحول الاقتصادي فإن ما تم الإعلان عنه هو ماذا ننجز ومتى سننجز وأما لماذا ننجز وكيف سننجز فهذه أسئلة معلقة تحتاج لسبر غورها وابتداع وسائل وآليات فعالة وقابلة للتطبيق وللحصول على نتائج. ومن الواضح أن الانطباع العام عن الخطة الاقتصادية لم يستوعب دلالات وظلال معانيها ،لاعجب أن صارت ملامح الخطة أقرب للإختزال من شموليتها وهو ما يجعل أسئلة (لماذا) و(كيف) أولوية تحتاج لتوضيح، وهي بالنسبة لكاتب السطور ليست وصفة جاهزة (لكيف) ولكنها تستنبط من إفادات المهتمين بالشأن الاقتصادي بتبسيط ملامح وعناوين ومقاصد الخطة والتي افترض فيها مقصد أساسي العيش الكريم لكل مواطن وتوفير عمل شريف لكل قادر راغب وفق معادلة تقود لاستدامة الازدهار الاقتصادي والتنمية المتوازنة وتحقق مقاصد الشرع الحنيف ومعاني الاستخلاف في الأرض بنشر العدل التنموي، على أن عدم توضيح تلك الأبعاد سيختزل رؤية كبرى واستراتيجية متميزة في انطباعات كأن يقال أنها تطلُع لحل مشكلة تقلُّب أسواق النفط بتنويع الصادرات بينما شمولها أعمق من هذا الابتسار الذي تبدو أقرب للتأويل منه للتفكير السديد والتدبر في أسئلة لماذا وكيف؟ إن التجارب الإنسانية توفر مدرستين للإجابة على أسئلة (لماذا وكيف)، هناك المدرسة الليبرالية التي ترى الحل في تحرير السوق وتقليص الأنظمة والخصخصة وتقول الميدان ياحميدان ومن يصبح فقيراً فهو سبب إفقار نفسه وسلبيات ذلك في مقالي للاسبوع الماضي، في مقابلها توجد مدرسة يقودها جون ميننارد كينز ومن ثمارها فكرة (النيوديل) التي تبناها الرئيس روزفلت وهي مدرسة من همومها تحقيق تنمية اقتصادية برؤية إنسانية تجعل من محاربة الفقر أولوية عبر توفير وظائف لكل قادر وراغب والإجابة على أسئلة كيف نحقق الأهداف بما يحقق أثراً إيجابيا في الاقتصاد الوطني وحياة مجتمعنا ،وعلى عكسها ثمار المدرسة الليبرالية التي تؤمن بحرية الأسواق وأمريكا المعاصرة تتبنى الليبرالية منذ بعض الوقت فما الذي حدث؟ إنها اليوم تحقق أعلى معدلات فقر الأطفال في دول العالم المتقدم في المقابل المدرسة الأخرى التي تطبق في الدول الاسكندنافية وتحقق أهداف العيش الرغيد لكل مواطن وحققت ازدهاراً اقتصادياً واستقراراً مدهشا دون أن تتخلى الدولة عن الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية ولهذا فالإجابة على أسئلة لماذا وكيف في «بضدها تتبين الأشياء» لأن المقارنات تميز بين وسائل الوصول للأهداف ومع ذلك ومهما تكن الصعوبات أمام خطة 2030 فإنه (لابد من صنعاء وإن طال السفر ).

مشاركة :