أمين الدوبلي (أبوظبي) حانت اللحظة.. جاء موعد توقف الرحلة.. إنه موعد توديع المستطيل الأخضر. في هذا المشهد المشحون بالعواطف، ودع اللاعب الكبير «المايسترو» عبدالسلام جمعة ملاعب كرة القدم مساء أمس الأول، بعد مسيرة عطاء طويلة استمرت 21 عاماً في الفريق الأول، سواء بالوحدة أو الجزيرة أو الظفرة.. كانت مراسم الوداع غير العادية التي أقيمت في ستاد محمد بن زايد تليق فعلاً باللاعب القدوة الذي لم يترك خلفه في كل مكان لعب له إلا الحب والتقدير، لأنه كان يرفع شعار الالتزام داخل الملعب وخارجه طوال مسيرته. عندما قدم إداريو الجزيرة أحمد سعيد وحسين سهيل باقة الورد، وقميص النادي رقم (5) كانوا يمثلون كل أطياف وشرائح الجماهير والمدربين والمحللين والمعلقين، وعندما التف حوله لاعبو التشكيلة الأساسية في الجزيرة قبل لقاء الظفرة لمصافحته وتهنئته على القرار الشجاع، كانوا ينقلون له شكرهم العميق على المكانة المميزة، التي ساهم في بنائها للاعب كرة القدم المنضبط. وعن هذه اللحظة يقول عبدالسلام جمعة: «هي لحظة لابد منها، لكنني كنت قبلها بيوم أحدث نفسي هل هذا هو آخر تدريب لي في الملعب؟ هل غداً بحق هي آخر مباراة يمكن أن أشارك فيها وأداعب الكرة التي أحببتها وقضيت معها أحلى سنوات العمر؟ كنت لا أصدق، وكانت لحظات الوداع محزنة حقاً بالنسبة لي، لكن موقف إدارة نادي الظفرة وعلى رأسها فارس المزروعي وكل اللاعبين معي قبل المباراة، والمشهد المهيب في الملعب من قبل لاعبي الجزيرة وإدارتهم خفف علي وقع اللحظة التي أعتبرها أصعب لحظة في حياتي». وقال: «فوجئت بالاهتمام الكبير الذي أبداه نادي الجزيرة بعرض أهدافي على الشاشات الداخلية لاستاد محمد بن زايد، وإطلاق هاشتاج لتكريمي قبل المباراة بـ 24 ساعة، لكنني أدركت أنه لا يضيع أجر المجتهدين، فقد كنت حريصاً على أن أترك خلفي ذكرى طيبة في كل مكان انتسبت إليه، وكان شعاري هو الإخلاص للقميص الذي أرتديه، والاقتناع بأنه من الممكن للاعب كرة القدم أن يترك بصمة كبيرة لدى الأجيال تتذكره بها». ... المزيد