مهلاً يا سارة

  • 1/15/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عزيزتي سارة مطر.. للأسف أخطأتي خطأ فادحاً في حق المبتعثين دون الإكتراث للواقع الذي يعيشه المبتعث أو المبتعثة. لا يعني يا سيديتي الفاضلة بضع صور في الإنستغرام نحكم على مجتمع بأكمله و لا يعني أن مبتعث إلتقط صورة في هاواي يعني أن جميع من خاض التجربة كانوا في نفس المستوى المعيشي أو الترفيهي فأصابع يدك ليسوا سواسية ، بالمناسبة فإن تي شيرتات بولو يباع برخص التراب في أسواق الأوتليت! أضف إلى ذلك هناك مبتعثين لم يتعدوا حدود المدينة الدراسية حتى سياحتهم تكون زيارة لأحد الزملاء في نفس المدينة! عزيزتي سارة هل لك أن تقارني بين عقلية شخص ذاق تجربة الثقافة المتعددة بشخص لم يعيش سوى تجربة ثقافية واحدة ؟ لا يعني أنني قمت بتطبيق ما تعلمته من أمور إيجابية في الغربة يعني بالضرورة أنني تفضلت على المجتمع بل بالعكس نقلت حسنة جديدة إلى مجتمعي إذا ما الفائدة من الإبتعاث إذا لم ننقل التجارب المفيدة لوطني ؟ كمبتعث عندما أرى أنه من أحد الأداب العامة الإصطفاف في طوابير عند شباك الخدمة و أجد الواقع المرير أن ثقافة الطوابير معدومة في مجتمعي فمن الطبيعي أن يشمئز نفسي. و عندما أرى حزام الأمان يستهتر به في مجتمعي فشيء طبيعي أمتعض و أعبر عن إستيائي! لأني عشت تجربتين مختلفة ! عزيزتي سارة .. و هل التعليم في السعودية يقارن بتعليم الدول المتقدمة ؟ لا أريد الخوض في هذه المسألة لكن بيروقراطية الجامعات السعودية وحدها تحتاج إلى دراسة و بحث و أنا أرشحك بالقيام بهذا البحث بما أنك مهتمة بالشأن الإجتماعي و الثقافي. عزيزتي سارة .. كنت زميل لمبتعث تخرج قبل سنة في مرحلة البكالريوس كان هو العائل الوحيد لأهله في غربته كان يعيش مع ثلاث من زملائه في شقة و كنت أستغرب لماذا هذه الضيقة في المكان في ولاية رخيصة جداً مقارنة بالولايات الغالية. كان يلبس تي شيرت بولو دائماً و إكتشفت يوماً أنه كان يستقطع من مكافأته ليرسلها لأهله في السعودية. و أنه مصر على الإبتعاث و الحصول على شهادة من أمريكا لعله يحصل على وظيفة تحقق له حلمه و طموحاته، أبشرك توظف الأن في بنك البلاد و يستلم ضعفي راتبه قبل الإبتعاث عندما كان بائع في محل للملابس. عزيزتي سارة .. أدعوك لخوض تجربة الإبتعاث و معايشة واقع الغربة لمدة سنة واحدة سنة اللغة فقط ، إبحثي عن طريقة الحصول على قبول معهد لغة معتمد و من ثم تجاوزي عقبات التقديم للفيزا و ابحثي عن سكن يلائم رصيد حسابك البنكي في المدينة الجديدة و خالطي من هم ليسوا من بني جلدتك و كافحي لإبراز الصورة الجميلة عن وطنك و عيشي مغامرة ممارسة اللغة الجديدة و التكيف مع البيئة الغريبة. مسك الختام: المبتعثون خاضوا تجربة مريرة جداً و تخرجوا و سيعودوا للوطن ليكونوا دفة القيادة مستقبلا لنهضة و تنمية الوطن. هم كنز الوطن في المستقبل.

مشاركة :