جمعهم حبهم للبحر والغوص والمحافظة على البيئة، ليشكلوا فريقاً مهمته استكشاف مواقع الصيد والغوص، والتطوع من أجل حماية البيئة البحرية من خطر التلوث؛ وظفوا مهاراتهم كغواصين في البحث عن المخلفات المضرة بالحياة البحرية وانتشالها، والملاحة في قيعان البحار، بحثاً عن مواقع جديدة تحتاج إلى تنظيف وتوثيق حالتها. ويشارك أعضاء فريق دبي للغوص التطوعي في الحملات البيئية وحوادث الغرق، وغيرها من المهمات التي تعتمد على قدرات الغواص ومهارته، واستطاع الفريق مسح وتنظيف 44 موقع صيد وغوص في إمارة دبي، والمشاركة في حملات النظافة العالمية. عن بدايات تأسيس فريق دبي للغوص التطوعي، يقول عبدالله محسن علي، رئيس الفريق: تأسس فريق دبي للغوص التطوعي سنة 1995، على يد مدرب الغوص والصياد عبدالله محسن، وكان اسم الفريق سابقاً الغواصين، وضم الفريق مجموعة من الصيادين جمعهم حب البحر والغوص واستكشاف مواقع الصيد وأعماق البحار والمحافظة على البيئة، وفي ذلك الوقت كان الفريق يقوم برحلات تنظيف لمواقع الغوص بعد انتهاء موسم الصيد، وكان عدد أعضائه في ازدياد، وتعدّدت أنشطته، وتغير اسمه من فريق الغواصين، إلى فريق دبي للغوص التطوعي- DUBAI VOLUNTARY DIVING TEAM، وفي يونيو/حزيران 2015 سجل الفريق رسمياً في جمعية الإمارات للغوص، واستمرت فعالياتنا وأنشطتنا البيئية، وأصبحنا أكثر تواجداً في المناسبات المحلية والعالمية، التي مثلنا من خلالها دولة الإمارات. ويضيف: يضم الفريق حالياً غواصين ذوي خبرات عالية في التعامل مع المخلفات البيئية كشباك الصيد والقراقير والحبال، وغيرها من المخلفات، التي تشكل خطورة على البيئة البحرية، بالإضافة إلى غواصين من عدة منظمات عالمية، كمنظمة ناوي NAUI، ومنظمة PADI، ويتميز أعضاؤنا بأنهم من الجنسين، ومن عدة جنسيات، ومن مختلف مناطق الإمارات، ويمتلك الفريق المعدات والخبرات اللازمة للإبحار والاستكشاف والبحث وانتشال مخلفات الصيد، والقوارب الغارقة، وكيفية التعامل معها، وأصبح بإمكانه أن يغطي من خلال رحلاته الاستكشافية مساحة الساحل من أم القيوين إلى حدود أبوظبي، ومسافة حوالي 30 ميلاً بحرياً في العمق، وأصبحنا قادرين على الوصول لأي موقع صيد أو غوص وتنظيفه، والتطوع في أي موقف طارئ، عندما يطلب منا ذلك. ومؤخراً تم تعييني كممثل لمبادرة بيئية في منظمة ناوي العالمية للغوص NAUI، تحت مبادرة NAUI GREEN DIVER، لما يقوم به الفريق من نشاطات للحفاظ على البيئة البحرية، ومهمتي في هذه المبادرة التواصل مع الغواصين الموجودين في دولة الإمارات وإعلامهم بكل ما يتعلق بالمبادرة، والإجابة عن استفساراتهم، وتوعيتهم بالبيئة البحرية، وإرسال التقارير عن المشاركات البيئية في دولة الإمارات. ويتحدث سعيد سيف عن رسالتهم وجهودهم من أجل الوصول إلى بيئة بحرية مستدامة، قائلاً: رسالتنا هي متطوعون من أجل بيئة بحرية نظيفة وآمنة، وهدفنا الأهم هو نشر ثقافة التطوع بين الغواصين والصيادين، والمحافظة على الموارد الطبيعية كالثروة السمكية، ونظافة وسلامة مياه البحر من المخلفات البيئية، وذلك من خلال طرح مبادرات بيئية، والمشاركة في الفعاليات البيئية كحملات التنظيف التي تنظمها الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، والبحث عن المخلفات المضرة بالحياة البحرية وانتشالها، والتعاون مع هذه الجهات المعنية في حالات الطوارئ والحوادث البحرية كشرطة دبي، في حال الحاجة لغواصين متطوعين. ويؤكد سعيد، أهمية وجود تعاون مشترك بينهم وبين الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، قائلاً: نحن حريصون على مد جسور التواصل والتعاون مع جميع المؤسسات والجهات والفرق التطوعية في مجال حماية البيئة البحرية من خطر التلوث، حيث إننا على تواصل مع شرطة دبي ووزارة البيئة والمياه، وجمعية الصيادين، وجمعية الإمارات للغوص، وبلدية دبي، ومركز دبي للتطوع، وغيرهم ممن لهم صلة بالحفاظ على البيئة أوالعمل التطوعي، وخصوصاً في إمارة دبي. أيضاً نحن على تواصل مع شريحة كبيرة من الصيادين في الدولة، وهناك تعاون كبير بيننا في مجال البحث عن مواقع المخلفات البحرية كشباك الصيد والقوارب الغارقة..إلخ، ويوجد تواصل مستمر بيننا مع فرق تطوعية على مستوى منطقة الخليج، نتبادل معهم المعلومات والخبرات في مجال الغوص، وكل ما هو جديد في مجال البيئة. ويقول أحمد النعيمي: جاءت فكرة تأسيس الفريق، وتنظيم رحلات غوص تطوعية لتنظيف قيعان البحار، بعد مشاهداتنا المتكررة أثناء غوصنا لأنواع مختلفة من المخلفات البحرية، كشباك الصيد وأكياس البلاستيك والقراقير وغيرها من المخلفات، التي تسبب ضرراً كبيراً للبيئة البحرية، وقد لاحظنا فعلاً اختفاء بعض أنواع الأسماك في هذه المواقع. ومن أهم مبادرتنا لخدمة بيئتنا، مبادرة مسح وتنظيف 44 موقع صيد وغوص في إمارة دبي، بمناسبة اليوم الوطني ال44 لدولة الإمارات، وكانت أول رحلة غوص لمسح ومعاينة موقع غوص في 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، وحالياً تم معاينة 12 موقع غوص، وتنظيفها بالكامل من خلال تنظيم ثلاث رحلات أسبوعياً، لإنجاز هذه المهمة. أيضاً قمنا بطرح مبادرة سلتي في رحلتي، لتوعية الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للحفاظ على نظافة الأماكن في البر والبحر والشواطئ والشوارع ومناطق التنزّه، كما أننا نقوم برحلات أسبوعية طوال السنة، بدون توقف حتى في ظروف البرد القاسية في فصل الشتاء وفي الليل؛ لاكتساب خبرات جديدة وتدريب أعضاء الفريق على مهارة البحث والانتشال والملاحة تحت الماء، واستكشافات أماكن جديدة للغوص، والاستمتاع بممارسة هوايتنا في جميع الظروف. ويتحدث عارف طاهري، عن إنجازاتهم في المجال التطوعي، قائلاً: وُفّقنا بفضل الله وبسواعد غواصينا المتطوعين، في تنظيف جميع المواقع البحرية المعروفة في إمارة دبي، ونحن مستمرون في هذا العمل على مدار السنة، وأيضاً يوجد بيننا وبين جمعية الإمارات للغوص وقرية التراث علاقة تعاون منذ أواخر التسعينات، ونقوم بتوفير المحار لهم في احتفالات اليوم الوطني والمهرجانات والفعاليات التي يقومون بتنظيمها، وشاركنا في حملات النظافة العالمية برعاية الجهات الرسمية كبلدية دبي، بالإضافة إلى الحملات البيئية التي تنظمها الجهات الرسمية في الدولة، كوزارة الأشغال وجمعيات الصيادين في مختلف الإمارات، أيضاً تطوّعنا لمساعدة شرطة دبي في حوادث غرق وحوادث حريق مركب، وغيرها من الحوادث. وعن الصعوبات التي تواجههم في عملهم، يقول علي عبدالله: بدأنا الفريق بإمكانات بسيطة عبارة عن قارب صيد ومعدات غوص وعدد قليل من المتطوعين، وكنا نواجه صعوبة في توفير باقي المستلزمات للقيام بالبحث والانتشال، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجهنا بسبب سوء الأحوال الجوية، ومما يجدر الإشارة له هنا، أن جميع أنشطتنا وما نقوم به من رحلات غوص، تكون على نفقتنا الخاصة، مما يشكل عبئاً مادياً على جميع أعضاء الفريق. أضرار بيئية يقول خالد بو شامة: حبي للبحر والصيد جعلني ألتحق بدورات تعليم الغوص، كي أكتشف المزيد من أسرار البحار، وتعرفت إلى أعضاء الفريق من خلال أحد أصدقائي، وبعد أن أصبحت عضواً فيه، شاركت في رحلات الغوص التي ينظمها الفريق أسبوعياً، وجذبني العمل التطوعي في مجال البيئة البحرية، خصوصاً المشاركات التي تتطلب الغوص لانتشال المخلفات من عرض البحر، والملاحة في قاع البحر، بحثاً عن مواقع جديدة تحتاج إلى تنظيف أو توثيق حالتها، إذ إننا نقوم بعمل تقرير عن كل موقع نقوم بزيارته، كي نعرف متى تعرض الموقع لضرر بيئي من آخر رحلة قمنا بها. خبرة كبيرة تتحدث الغواصة نوران الهاشمي عن تجربتها في الفريق، قائلة: كوني غواصة ومحترفة تصوير فوتوغرافي تحت الماء، بالإضافة إلى رغبتي الدائمة للعمل التطوعي، كنت أبحث دائماً عن مجموعات تطوعية تخدم البيئة البحرية، لأشارك في تنظيف المواقع البحرية، وتعرفت على فريق دبي للغوص التطوعي من خلال مواقع التواصل ، ورحبوا بي كعضوة جديدة معهم، ومنذ التحاقي بالفريق، اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع المخلفات البيئية في أعماق البحار، وعلى مسافات بعيدة من الشاطئ.
مشاركة :