جسّد فريق دبي للغوص التطوعي مثالاً ناصعاً في كيفية الاستفادة من قدرات ومهارات أعضائه لإفادة المجتمع والبيئة البحرية الإماراتية، من خلال النشاطات المتنوعة التي يقوم بها. كما يعمل الفريق على نشر ثقافة التطوع والتوعية البيئية وبحث وانتشال وتنظيف وإزالة المواد الضارة بالبيئة البحرية، فضلاً عن المشاركة في الحملات والفعاليات البيئية وعمل المبادرات البيئية، وتتمحور رؤيتهم في أن يكونوا فريقاً تطوعياً يشارك بغواصين عالمياً في المحافظة على البيئة والحفاظ على الثروات البحرية للأجيال القادمة ومساعدة الآخرين وخدمة الوطن. مناسبات كثيرة من جهته أوضح النوخذة والمهندس ومدرب الغوص عبدالله محسن علي، أنه أسس فريق دبي للغوص التطوعي 1995 وأطلق عليه DXB Diving، واستمر هذا الاسم حتى 2012، فيما جمع أعضاؤه حب البحر والصيد . وكان يقتصر عملهم على تنظيف مواقع الصيد (المشدات)، وفي 1998 بدأ الفريق بالمشاركة في المناسبات البيئية كيوم البيئة العالمي التي تنظمها بلدية دبي وغيرها من المناسبات والمهرجانات كاليوم الوطني ومهرجان صيف دبي مع قرية التراث وقرية الغوص وجمعية الإمارات للغوص بجمع المحار واستخراج اللؤلؤ في مدينة دبي، وأن الفريق بدأ بالعمل التطوعي في دبي والشارقة وأبوظبي وكان يقوم بتنظيف معظم مواقع الغوص والصيد من شباك الصيد وما يضر بالبيئة. ولفت إلى أنه في 2013 تم تغيير اسم الفريق من DXB Diving إلى فريق دبي للغوص التطوعي Dubai Voluntary Diving Team، كما تم اعتماد شعار وهيكل تنظيمي جديدين وضم عدد أكبر من الغواصين من عدة مستويات في الغوص، موضحاً أنهم يستهدفون المشاركة في الحملات البيئية في الإمارات بنسبة 100%،. وجعل مواقع الغوص في دبي خالية من شباك الصيد والقراقير التالفة والحبال وما يضر بالبيئة البحرية بنسبة 100%، وكذلك الإمارات المجاورة قدر الإمكان، فضلاً عن المشاركة في الحوادث البحرية والبيئية عبر توفير متطوعين، والتجمع في أقل وقت ممكن للوصول لموقع الحادث بكامل العدة والعدد. مراحل وقال إنه بدأ تعلم الغوص التقليدي أو ما يسمى بالغوص الحر منذ الصغر وفي 1998 بدأ بغوص سكوبا وهو الغوص بمعدات الغوص بالأوكسجين في دبي عن طريق الالتحاق بمركز سكوبا دبي، موضحاً أنها كانت تجربة مثيرة ومشوقة. وكان هدفه من تعلم الغوص هو اكتشاف مواقع الصيد والغوص ومعرفة المزيد عن البحر، خاصة تحت السطح، بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي إلى تضرر المواقع بفعل الطبيعة أو البشر، وتعلم كيفية إفادة نفسه والصيادين ووطنه في مجال الغوص خاصة التطوعي منه. وتابع أنه استغرق حوالي أسبوع بأول دورة حصل عليها، وبعدها أكمل دورة غواص متقدم، ومن ثم المراحل الأعلى حتى أصبح مدرب غوص في 2012، وما زال مستمراً في هذا المجال طامحاً لمراحل أعلى فيه، مشيراً إلى أن هناك اشتراطات لتعلم الغوص منها تمتع الغواص بصحة جيدة خاصة أنه يتعرض لجهد كبير أثناء الغوص. حيث يستعين الغواص بوسائل تساعده على التنفس تحت الماء كما يتعرض لضغط كبير تحت الماء، وعليه يجب على الغواص أن يكون مدركاً للمخاطر التي قد تواجهه ويستوعبها جيداً ويتصرف مع هذه المخاطر بنوع من الهدوء والتأكد من سلامة الجسم، كما بإمكان أي شخص يبلغ 10 سنوات فما فوق ويتمتع بصحة جيدة ولياقة أن يتعلم الغوص ويحصل على رخصة غوص سكوبا دولية والغوص في جميع أنحاء العالم في المناطق المسموحة للغوص. وتطرق إلى أنه يجب على الغواص التدريب مع مركز تدريب ومدرب معتمدين في منظمة غوص عالمية والحصول على رخصة غوص، وعندها يكون بإمكانه ممارسة رياضة الغوص عالمياً إلا إذا كانت هناك قوانين وشروط محلية تمنع من الغوص في بعض المناطق، مثل منع الغوص في المحميات لأسباب تتعلق بالثروة السمكية والحفاظ عليها والغوص في المنشآت والمشاريع والأماكن الخاصة وغيرها، حيث يجب أن يتم إصدار تصريح من الجهات المعنية في تلك الدولة أو المنطقة. صحة ولفت إلى أن الغواص يجب أن يكون لائقاً صحياً وبدنياً ومن ثم يحتاج أن يأخذ دروساً نظرية وعملية في حوض السباحة فضلاً عن دروس عملية في البحر ولمدة حوالي أسبوع، ومن ثم يتخرج كغواص مبتدئ وبإمكانه الغوص في البحر المفتوح لعمق 18 متراً. كما بإمكانه بعد ذلك تكملة المراحل المتقدمة كغواص متقدم والغوص لأقصى عمق 40 متراً، والدورات الأخرى كغواص منقذ والإسعافات ومرشد غوص وإلى مراحل التدريب حتى يصبح مدرب غوص، موضحاً أن الفريق درب أكثر من 40 غواصاً وفضلاً عن تدريبات تخصصية في البحث والانتشال والتعامل مع شباك الصيد في مختلف الأعماق والمناطق في الدولة. وتابع أن الفريق يتواصل مع بعض الجهات الحكومية والرسمية في الدولة كما توسع بعد تعدد قنوات التواصل الاجتماعي مع عدة جهات تطوعية، وأنه حالياً يقوم الفريق بالمشاركة في المناسبات البيئية داخل الدولة وخارجها، موضحاً أن لديهم رؤية واضحة وقيماً وخططاً وبرامج بيئية لاستكشاف مواقع متضررة في البحر بفعل الصيد الجائر وشباك الصيد. كما أن لديهم الجهوزية التامة لتقديم يد العون للجهات الرسمية للتطوع من خلال توفير غواصين وقوارب ومعدات الغوص متى ما لزم الأمر. مفيداً بأن الفريق يضم غواصين من عدة جنسيات معظمهم من مواطني الدولة ذكوراً وإناثاً، فضلاً عن عدة منظمات غوص عالمية مشهورة كمنظمة NAUI وPADI ومدربين غوص وغواصين مبتدئين، وأن الفريق يرحب بأي غواص لديه رخصة غوص ويحب العمل التطوعي للمشاركة مع الفريق. إمكانات كبيرة وذكر أن رياضة الغوص تمنح الإيجابية والأمل في أصعب المواقف، والفريق يمتلك معظم الإمكانات والمعدات اللازمة للتطوع سواء في الإنقاذ والبحث والانتشال أو المشاركة في الفعاليات البيئية داخل الدولة وخارجها، لافتاً إلى أن الفريق يعتمد في تمويله على الدعم المادي من خلال الأعضاء الفعّالين في الفريق. وجمعية الإمارات للغوص، وشركة اليوسف للمحركات البحرية- سوزوكي أوتو سبورت ويتم إنفاق ذلك على رحلات الغوص واستكشاف مواقع الغوص وتوثيقها، بالإضافة إلى التدريبات على التعامل مع شباك الصيد وصيانة القوارب وكل ما يحتاجه الفريق لتقديم الأفضل والحفاظ على البيئة وخدمة الوطن، موجهاً الشكر للجهات الداعمة مثل جمعية الإمارات ووزارة التغير المناخي والبيئة وغيرها. لا خطورة من الكائنات البحرية أكد عبدالله محسن علي أن لا خطورة من الكائنات البحرية وأنه منذ خروجه للبحر لأول مرة لم يتعرض هو أو زملاؤه لأي خطر ولا توجد لديهم ما يخاف الغواص منه، وأن أكثر ما يحتاطون منه ويتجنبونه هو قنديل البحر. حيث إنها تكثر في بعض المواسم وتسبب حرقاناً أو آلاماً على الجلد، ويمكن للغواص الوقاية منها بلبس بدلة غوص، منبهاً أن معظم سلوكيات الكائنات البحرية دفاعية وليست هجومية وعلى الغواص تجنب التحرش بالكائنات البحرية بشكل عام وأن يكتفي بالاستمتاع برؤيتها وتصويرها. وتابع أنه يوجد العديد من أماكن الغوص للمتعة، كمواقع الغوص في المناطق الشرقية، حيث البيئة البحرية مليئة بمختلف الكائنات البحرية المبهرة وهي مناطق مفضلة لدى العديد من الغواصين، وأيضاً الساحل الغربي في الإمارات فيه أكثر مواقع غوص ومعظمها عبارة عن حطام سفن أو مواقع بناها الصيادون.
مشاركة :