على هامش مشاركة المغرب كضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43، أكد طارق السليكي، رئيس اتحاد الناشرين المغاربة، على الأهمية الكبيرة التي توليها إمارة الشارقة للثقافة والمعرفة، مشيراً إلى أنها تُمثل جزءًا لا يتجزأ من إرثها الثقافي والحضاري ومسيرتها التنموية. وأشاد السليكي، في حديثه لموقع القناة الثانية بمكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي وصفه بأنه "المركز الثالث عالميًا" بين أكبر معارض الكتب، مُنوهاً بقدرته على التجدد باستمرار ومد جسور التواصل الفكري والحضاري بين الشعوب. واعتبر أن كُلًّا من مؤتمر الناشرين الدولي ومعرض الكتاب يُشكلان دعامتين أساسيتين لتطوير صناعة النشر على الصعيد العالمي، حيث يُوفر المؤتمر فرصة قيّمة لتبادل الخبرات وخلق نقاشات جادة ومهنية. وأكد السليكي على الفائدة الكبيرة التي يجنيها المهنيون من الخبرات المُتبادلة خلال هذا الحدث، مُشدداً على أهمية دعم هذا "التقليد" لرفع مستوى الدينامية الثقافية محلياً ودولياً. وحول اختيار المغرب ضيف شرف، أكد السليكي أن مشاركة المغرب في هذا المحفل الثقافي تُمثل "ضرورة" نظراً لتجربته الفريدة في عالم النشر وصناعة الكتاب، وأن هذا الاختيار يُجسد التنوع والتميز الذي يُميز المشهد الثقافي المغربي. واعتبر السليكي أن هذا التكريم يُسلط الضوء على الحركية الإبداعية والنقدية والفكرية في المغرب، ويُتيح لها اكتساب مكانتها بين التجارب العربية والدولية. وفي سياق آخر، تطرق السليكي إلى تحديات صناعة النشر، مُشيراً إلى أن المعارض لم تعد تُمثل المصدر الرئيسي للبيع، مع ظهور بدائل كالتجارة الإلكترونية والكتب الإلكترونية. وأكد أن المعارض تُمثل فرصة للتواصل مع المهنيين، وتسويق دور النشر، وبيع حقوق النشر. كما تحدث عن تنامي الكتاب الإلكتروني، مُؤكداً أنه لن يقضي على الكتاب الورقي، تماماً كما لم تندثر الإذاعات مع ظهور التلفزيون والإنترنت. وأشار السليكي إلى أن الكتاب لا يزال يُعتبر "ترفًا" في المجتمعات العربية، حيث يُمجَّد ولكن لا يُقرأ بالقدر الكافي. ودعا إلى بث الوعي بأهمية القراءة، وتعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال منذ الصغر، سواء في المدرسة أو الأسرة. وأكد على أهمية توجيه الأطفال لاستخدام التكنولوجيا كوسيلة للبحث عن المعرفة وتطوير مهاراتهم النقدية، وليس كهدف في حد ذاته.
مشاركة :